عاد "بابور الجاز" ليظهر في منازل السوريين بعد غيابٍ دام عقود، وأصبح من جديد جزءًا أساسيًا في مطابخهم، يستخدمونه للطهي وتسخين الماء وحتى التدفئة، ليحل بديلاً عن أسطوانات الغاز، التي ارتفع سعرها بشكل كبير، عجزت معها جيوب المواطنين عن تحمل ثمنها الباهظ، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، الناجمة عن الحرب الدائرة في البلاد بين النظام والمعارضة منذ نحو 4 سنوات.
ويعتمد البابور في الاشتعال على مادة الجاز بشكل أساسي، كما يمكن أن يعمل بالمازوت، وهاتان المادتان رخيصتان نسبيًا مقارنة بسعر الغاز الطبيعي، وخاصة أن المصافي التي تسيطر عليها داعش بدأت منذ فترة بطرحهما في الأسواق بأسعار مقبولة.
وتبعث هذه الآلة البدائية لدى اشتعالها رائحة مزعجة ودخان مضر بالصحة، كما أن نارها الهوجاء غير المنتظمة، تجعل منازل المواطنين وخيم النازحين عرضة للاحتراق بسببه.
ومع رواج البابور ظهرت محلات خاصة لتصليح أعطاله، ورصدت كاميرا الأناضول أحدها في كفر سجنة بريف إدلب شمال البلاد، والتي تشهد إقبالاً كبيرًا من الزبائن، فمنهم من يشتري بابورًا جديدًا، ومنهم من يأتي ببابوره القديم لتصليحه.
واشتكى "أبو مالك" أحد زبائن المحل من الأعطال الكثيرة التي تصيب البابور، وأفاد بأنه يأتي بشكل متكرر للمحل من أجل إصلاح بابوره، مشيرًا إلى أن الناس مضطرين لاستعماله بسبب عدم قدرتهم على توفير ثمن أسطوانة الغاز، ولفت للأضرار الصحية التي يسببها الدخان المنبعث من البابور على الصحة، وخاصة الأطفال الذين يعانون في الأصل من تكرار إصابتهم بالأمراض نتيجة البرد الشديد والنقص في مواد التدفئة.
وأوضح مصلح البابور "أبو شريف" أن الناس يفضلون البابور؛ لأنه يعتمد على الكاز والمازوت، وهما مادتان رخيصتان إذا ما قورنتا بسعر الغاز المرتفع.
ومع استمرار العمليات العسكرية، وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، وتوقف خدمات الدولة، لجأ السوريون لوسائل بديلة غير تلك التي كانوا يعتمدون عليها في السابق، وذلك لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، كاستخدام الحطب في التدفئة و الصهاريج والخزانات لتأمين المياه، والمولدات للحصول على بعض الكهرباء.