يعيش الناس في العالم العربي بصفة عامة؛ ومصر بصفة خاصة حالة من الخوف نتيجة القمع المتزايد، والصحافة ليست بِدعًا في هذا السياق، حيث تعيش نفس الحالة؛ بحسب موقع "هافينجتون بوست"، الذي رأى أن هذا "أصبح طبيعيًا في منطقة اتفقت فيها الحكومات على استخدام الآلة الإعلامية -الخاصة والعامة- ضد المعارضة التي تمّ تصويرها على أنها تهديد بالغ لأمن الدولة".
وعن مصر؛ أشار الموقع بمزيد من التفصيل إلى أن "المراسلين والكُتّاب والأكاديميين الذين يتحدون توجّه الدولة يواجهون رقابة ومحاكمات تعسفية وعنفًا، ما أدى إلى ترك العديد من الصحفيين النضال المهني بسبب الخوف، بينما فضّل آخرون انتهاز فرصة إرضاء الحاكم لتحقيق مكاسب شخصية".
وأضاف الموقع: "بدا هذا جليًا في مصر التي أصبحت تحتل المرتبة الثالثة من حيث نسبة الخطر التي يتعرض لها الإعلاميون بعد سوريا والعراق. وعزز تصاعد الإرهاب الداخلي حجة القاهرة في شنّ حملة على الصحافة وحقوق الإنسان، وما يُحزن أن هذا الإجراء يحظى بدعم شعبي واسع."
وأردف "هافينجتون بوست": "بعد أيام من مقتل أكثر من 30 جندي في هجومين مسلحين في سيناء، تم تحفيز محررين من 17 دولة ووسائل إعلام خاصة وعامة لتقديم الدعم لسياسات الحكومة المصرية في مجال مكافحة الإرهاب ووقف انتقاد الشرطة والجيش والقضاء. ولكن المثير للدهشة أن حوالي 600 صحفي مصري يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي لرفض موقف رؤسائهم ويحتجون على الرقابة المتزايدة".
ولفتت الصحيفة إلى حالة الانقسام بين الإعلاميين الذين التقوا مؤخرًا في اليمن لمناقشة أوضاع الصحفيين؛ حيث ظهر بعضهم مؤيد لنقد سلطة وظهر آخرون رافضين، مُشيرة إلى أنه ربما تمر أجيال قبل أن يتم سماع أصوات مستقلة مُجددًا في العالم العربي الذي أصبحت فيه الصحافة مهمة مستحيلة.