لم يجد خبراء ومراقبون أفضل من تعليق قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي نفسه ردًا علي تصريحه خلال لقائه مع الأحزاب بأن 30 يونيو وتدخل الجيش أنقذ البلد من حرب أهلية.
وجاء رد السياسيين علي تصريح السيسي بتسريب سابق لشبكة "رصد"، حيث اعترف السيسي نفسه في وقت سابق، في فيديو مسرب، بأن تدخل الجيش في العملية السياسية إنما يعني الدخول في حرب أهلية لا تنتهي.
واتهم خبراء وسياسيون السيسي بأنه يريد أن يجر البلاد لحرب أهلية، لولا أن التيار الإسلامي لم يستسلم لفكرة حمل السلاح في مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها من قبل الجيش والشرطة.
و أعلنت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في بريطانيا أن عبد الفتاح السيسي يقود مصر نحو حرب أهلية شاملة، وعلى المجتمع الدولي التصدي بحزم لدعوات السيسي الدموية.
وذكرت المنظمة في بيان لها وقت طلب السيسي التفويض، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "تابعت المنظمة بقلق شديد خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي دعا فيه المصريين للنزول إلى الشوارع لمساعدة القوات المسلحة للقضاء على المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي تحت شعار "محاربة الإرهاب".
وأضاف البيان: "وما يزيد الموقف خطورة صدور عدة بيانات من قوى مؤيده للانقلاب تؤيد دعوة السيسي للنزول إلى الشوارع لقمع المتظاهرين السلميين؛ حيث كانت لهجة البيانات والتصريحات عنيفة فيها قدر كبير من الدعوة إلى الاستئصال وكأن المؤيدين للرئيس مرسي غير مصريين وأعداء يتوجب محاربتهم بكل قوة".
وأشار إلى أن الأيام الماضية شهدت أحداثًا دموية جسيمة كانت قوات الأمن والجيش والبلطجية لاعبًا أساسيًّا فيها، وسقط خلالها مئات الضحايا معظمهم من المؤيدين للرئيس محمد مرسي، دون أن يتم التحقيق فيها بشكل نزيه أو محاسبة المسؤولين عنها.
ولفت إلى أن تزوير الحقائق وإعادة إنتاج الأحداث وفق هوى قادة المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية لن يغير الحقيقة الدامغة في شيء وأن خطاب السيسي يؤكد مسؤوليته الشخصية عن كل الأحداث الدموية التي وقعت منذ الت30 من يونيو.
وأكد أن الجرائم الجسيمة التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والبلطجية لم تلق ردَّا مناسبًا من قبل المجتمع الدولي، وأن صناع القرار في العالم أرسلوا رسائل خاطئة لقادة الانقلاب شجعتهم على المضيِّ قدمًا في خططهم الدموية.
ودعا البيان عموم الشعب المصري والقوى الحية إلى عدم الإستجابة لدعوات السيسي الدموية؛ لأن النزول إلى الشوارع وفق الخطة التي أعدتها الأجهزة الأمنية ستقود البلاد إلى حرب أهلية شاملة.
وتحت عنوان "القائد العسكري المصري متهم بإعلان حرب أهلية ضد الإخوان المسلمين"، ذكرت صحيفة "التلجراف " البريطانية في تقرير لها، قبل أشهر، أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري متهم بإشعال شرارة حرب أهلية بعد مطالبته الشعب المصري بالنزول في مظاهرات حاشدة، لمجابهة ما اعتبرتها الصحيفة حالة من الاضطراب الناجمة عن قراره بـ"إقصاء" الرئيس محمد مرسي.
وأضاف الكاتب "كولن فريمان" صاحب التقرير أن "عبد الفتاح السيسي الذي عزل مرسي من السلطة في انقلاب تم بدعم من معارضي الرئيس العلمانيين والليبراليين، حثَّ المصريين على النزول لمنحه تفويضًا، لقمع العنف".
وأوضح فريمان أن عدد القتلى منذ "إسقاط" مرسي تجاوز الآلاف، وسط ما تصفه الآلة الإعلامية المؤيدة للسيسي بتصادمات بين أنصار مرسي من جهة، ومؤيدي الانقلاب والقوات الأمنية من جهة أخرى.