جاءت مشاركة تركيا مفاجئة في المسيرة التي دعا إليها الرئيس هولاند رئيس جمهورية فرنسا لمحاربة الإرهاب بعد العمليات التي شهادتها فرنسا، في ظل الضغوط الدولية التي تتعرض لها من أوروبا وأمريكا.
وأكد خبراء أن مشاركة تركيا هي رسالة واضحة برفضها للإرهاب، وأن تصريحات رئيس الوزراء التركي خلال المسيرة هي تأكيد علي رفض كل أشكال الإرهاب العالمي، ورسالة إلي الدول الغربية التي تدعم الإرهاب ضد المسلمين.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: "سنواصل رفع صوتنا عاليًا، في وجه العمليات الإرهابية في أي بقعة من العالم، باعتبارنا دولة عانت كثيرًا من الإرهاب في الماضي".
وأكد رئيس الوزراء التركي :"وسنواصل رفع صوتنا أيضا ضد إرهاب الدولة بحق شعبها في أي مكان، أو حيال الذين يمارسون الضغوطات والظلم، مثلما يحدث بحق الفلسطينيين، وسنستمر في الاعتراض على ما يجري في فلسطين، وسوريا، أو في دول أخرى".
وأضاف :"لو لم توضع العراقيل أمام تركيا واندمجت مع الاتحاد الأوروبي، عقب إستفتاء قبرص عام 2004، لما شاهدنا هذا المستوى من التوترات الثقافية اليوم، ولكن مع الأسف بتنا نشاهد في الآونة الأخيرة من يبني سياساته في أوروبا على هذه التوترات والتناقضات الثقافية، وهنا مكمن المشكلة".
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: "ندين كافة أشكال الإرهاب، ونؤكد على ضرورة مكافحتها بأسرها".
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع لفرع حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية أنطاكيا، جنوبي البلاد، حيث شدد "جاويش أوغلو"، إنه لا يوجد إرهاب جيد، وآخر سيء، كما أنه لا دين، ولا مذهب، ولاعرقية، أو منطقة للإرهاب.
وفيما يتعلق بمحاولات ربط الإرهاب بالاسلام، نوه الوزير "إن ديننا دين السلام، ولا محل للإرهاب فيه"، مشيرًا أن الإسلام يعتبر قتل أي إنسان، بمثابة قتل البشرية جمعاء.
وأكد جاويش أوغلو إن تركيا، تقوم بما يترتب عليها في مكافحة الإرهاب، مضيفًا: "هناك عنصران يهددان أوروبا، والعالم، أحدهما الإرهاب، والآخر يتمثل في العنصرية المتزايدة، ومعاداة الأجانب، والإسلاموفوبيا، وكافة أشكال التمييز"، مشيرًا إلى ضرورة القضاء على كلا العنصرين، وإلا فإن المخاطر ستهدد أوروبا، والعالم".
غادر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم الأحد، متوجها إلى العاصمة الألمانية برلين، للقاء المسؤولين الألمان، وتناول آخر التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
ويضم الوفد المتوجه إلى برلين، عقيلته سارة داود أوغلو ، ونائبه نعمان قورتولموش، ووزير شؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين، فولكان بوزكير، ووزير الشباب والرياضة عاكف جاغطاي كليج.
وكان داود أوغلو قد شارك في "مسيرة الجمهورية"، التي نظمت في العاصمة الفرنسية باريس، وشارك فيها أكثر من مليون ونصف المليون شخص على رأسهم زعماء ٥٠ دولة، للتنديد بالإرهاب، والتضامن مع ضحايا مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، التي تعرضت لهجوم مسلح الأربعاء الماضي.