أثارت سلسلة التغريدات التي كتبها الدكتور عبد الخالق عبدالله، المستشار السياسي لولي عهد الإمارات، والتي يقول فيها أن الإمارات ودوّل الخليج لا يمكن أن تستمر في دعم حكومة تنتهك كرامة المصريين وحقوقهم، تكهنات بين المحللين حول انعكاساتها على العلاقة بين القاهرة وأبوظبي خلال الفترة القادمة.
وعلي الرغم من أن دولة الإمارات تعتبر من أهم الدول الداعمة للانقلاب العسكري، فإن تصريحات ولي العهد جاءت صادمة للجميع، وتفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات بداية لتغير في العلاقة المصرية الإماراتية، أم أنه مجرد تبادل أدوار.
وقال أيمن نور مؤسس حزب "غد الثورة"، إن التصريحات الأخيرة للأكاديمي والمفكر السياسي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، للمستشار السياسي لولي عهد دولة الإمارات، حول الأوضاع في مصر، والتي قال فيها إن الإمارات ودول الخليج لا يمكن أن تكون مع حكومة "تهدر كرامة الإنسان وتنتهك حقوقه وحرياته" تُعّد تطورًا خطيرًا في العلاقات المصرية الإماراتية .
ورأى نور في تغريده عبر حسابه على موقع "تويتر" في تعليقه على تلك التصريحات إن الأمر "ليس بعيدًا عن تطور آخر هو التقارب المصري القطري".
و قال حازم خاطر المتحدث باسم حركة "صامدون" :إن دولة الإمارات لا تبحث إلا عن مصالحها، فهي لم تدعم الانقلاب العسكري إلا من أجل مواقفها، وأن أي تغير في المواقف أيضًا من أجل مصالحها.
وأوضح خاطر: إن الإمارات تتحالف مع إثيوبيا وهي من تدفع تمويل السد واستثمرت بمئات الملايين من الدولارات، في حين تدعم أيضًا النظام المصري في الوقت الذي تواجه فيه مصر خطر نقص المياه بسبب سد أثيوبيا.
وأشار خاطر إلي أن دعم الإمارات للانقلاب من أجل الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، وكانت على استعداد أن تضع يدها في يد إسرائيل من أجل ألا يحكم من ينتمي للتيار الإسلامي يومًا".
وتابع "الإمارات لا تعرف العاطفة وهي تبحث عن المصالح فقط فقد دفعت عدة مليارات لتحصل من مصر على مئات المليارات من خلال الاستثمارات ولكنها تصادمت مع الواقع وهو أن السيسي ليس عنده رؤية ولا برنامج اقتصادي محدد".
الكاتب والصحفي المصري "جمال سلطان" اعتبر أن ما يقدمه "عبدالخالق عبد الله" "مراجعات مهمة للدعم الخليجي الإماراتي لمصر" وأنها تغريدات "جديرة بالتأمل".
وكان عبد الخالق عبدالله ، قال في سلسلة تغريدات له إن سأل عددا من زملائه في مصر: "هل أخذت الدولة البوليسية في مصر تنتعش من جديد بعد ٤ سنوات من ثورة ٢٥ يناير وفي ظل الرئيس السيسي، وهل انتهى الربيع المصري إلى لا شيئ، وهل انتهت ثورة الحرية دون أن تحقق الحرية والتنمية المنشودة بعد 4 سنوات من اندلاعها؟".
و أكد أن التاريخ "لا يعود إلى الوراء وإلى ما قبل ٢٥ يناير.. والبعض يؤكد أن هناك عودة للدولة المركزية وليس الدولة البوليسية.. لكن هناك من يؤكد أن الدولة البوليسية عادت بقوة بل أسوأ مما كانت عليه ايام الدولة البوليسية القمعية في عهد مبارك وحتى العهد الناصري."
وأضاف عبدالله إن "أصحاب الرأي الأخير يعتبرون من مظاهر "الدولة البوليسية" في مصر وجود "٢٠-٤٠ ألف معتقل وقانون التظاهرات والهجوم على النشطاء" قبل أن يستطرد بالقول: "مهما كانت حقيقة عودة الدولة السلطوية في مصر فالمهم ألا يستغل البعض دعم الإمارات ودول الخليج لاستقرار مصر من اجل تنفيذ أجندته السلطوية، الإمارات ودول الخليج تدعم مصر الآمنة والمستقرة لكن لا يمكن ان تكون مع حكومة تهدر كرامة الإنسان المصري وتنتهك حقوقه وحرياته ليلاً ونهارًا."