مع اقتراب انتخابات برلمان العسكر في مصر، وإعلان حكومة الانقلاب دائرة حلايب وشلاتين دائرة انتخاب مصرية، تشهد العلاقات المصرية السودانية ارتباك، بعد إقرار الخرطوم قرارًا سابقًا بإعلان منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها على حدود البلدين دائرة انتخابيّة وتطبيق ذلك في الانتخابات البرلمانيّة والرئاسيّة خلال العام الحالي.
الانقلاب يستعد لإجراء الانتخابات بحلايب وشلاتين
ويستعد الانقلاب لإجراء انتخاباته البرلمانيّة بمشاركة الدائرة الانتخابيّة ذاتها في نهاية العام الحاليّ، باعتبارها جزءًا لا يتجزّأ من الأراضي المصريّة، وفقًا لما أعلنه المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة المصريّة، في ظل ضغوط داخلية علي قائد الانقلاب بعدم التفريط في حلايب وشلاتين بأي ثمن.
وقال اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء لشئون الانتخابات، إن "اللجنة العليا للانتخابات حريصة على وجود دائرتى انتخابات لمدينتى حلايب وشلاتين والنوبة بأسوان، وألزم الدولة خلال 10 سنوات بحل مشكلات الدوائر، وإرسال القانون إلى قسم التشريع بمجلس الدولة برئاسة المستشار مجدى العجاتى، وتلقى بعض طلبات المواطنين وتم عرضها ودراستها والاستجابة لها بنسبة 95%".
وأضاف قمصان، فى حواره مع الإعلامى أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتى"، المذاع على فضائية صدى البلد، إنه يجب مراعاة عدم وجود أكثر من 90 ألف ناخب داخل الدوائر الفردية فى قانون الانتخابات الجديد، كما يجب مراعاة المواطنين قبل إصدار أى قانون والتواصل مع القوى الحزبية للتعرف على الآراء بشأن قانون تقسيم الدوائر قبل وبعد إصداره.
و قال الدكتور أحمد رفعت: "هناك 3 أنواع من الحدود التي تفصل بين الدول، وفقًا للأعراف الدوليّة، وهي: الحدود الإداريّة، الجمركيّة، والسياسيّة، وأهمّها هي الحدود السياسيّة للدولة لأنّها ترتبط بفكرة سيادة الدولة على أراضيها ".
واعتبر أنّ القرار السودانيّ بضمّ منطقة حلايب إلى الدوائر الانتخابيّة السودانيّة مخالف للقانون الدوليّ، إذ ليس من حقّ السودان الاشراف على انتخابات داخل الحدود المصريّة.
وأوضح أنّ اختصاصات السيادة المصريّة على منطقة حلايب حدّدتها خطوط ترسيم الحدود بموجب اتفاقات دوليّة باعتبارها جزءًا من مصر، بينما كان هناك اتفاق إداريّ بين البلدين في العام 1902 بتفويض السودان بإدارة شؤون القبائل السودانيّة التي نزحت إلى هذه الأراضي، وقال: "إنّ مصر ألغت هذا الاتفاق، ولم تعد هناك قبائل سودانيّة في مثلّث حلايب وشلاتين، وتمّ إخراجها ".
السودانيون يتمسكون بحلايب وشلاتين
ومن جهتها، أعلنت مفوضيّة الانتخابات السودانيّة أنّ منطقة حلايب ظلّت دائرة انتخابيّة سودانيّة منذ عام 1953، في ظلّ تمسّك الخرطوم بعدم التفريط في شبر واحد من هذه الأرض.
ويقول حامد ممتاز، القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، إن حلايب وشلاتين سودانية وليست مصرية، مشيرًا إلى أن "هذه حقيقة لا جدال فيها عبر التاريخ السياسي القديم والحديث، إلا أن مصر دولة شقيقة ونتبادل المصالح المشتركة معها".
وأضاف "ممتاز"، خلال استضافته ببرنامج "ضيف اليوم" الذي يقدمه الإعلامي سبأ سيف الدين، على فضائية "الغد العربي"، إن ارتفاع سقف مطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان يؤدي لانهيار المفاوضات مع الحكومة السودانية.
وأكد إن "الحكومة ليس لديها رغبة في اندلاع حرب بجنوب كردفان، ويفاوضون الطرف الآخر طيلة 25 عامًا، مطالبًا المجتمع الدولي أن يضغط على الجماعات المسلحة والحركة الشعبية لوقف الحرب".
وأوضح إن "السلام يمثل أولوية على مستوى الحكومة والحزب الحاكم، إلا أن الطرف الآخر هو الذي يسعى لاستمرار الحرب ويراوغ في المفاوضات لأنه يحمل أجندة خاصة"، مشيرًا إلى أن الخيارات كلها مفتوحة لإحداث الاستقرار السياسي في جنوب كردفان، وتحقيق الاستقرار والرفاهية للمواطن السوداني بشكل عام.
