كتب: شعيب ضياء
ظهر اسمه للمرة الأولى، في أول تسجيل لعبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، سربته شبكة رصد، مع الكاتب الصحفي ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام “رابعة”، فردّ “المشير”: أسألوا عباس.
عباس كامل، مدير مكتب “السيسي”، على الرغم من أن المعلومات التي ذكرت عنه قليلة جدا، أقل من المتوفرة عن “السيسي” إلا أن المؤشرات وتكرار ظهوره في عدة تسريبات ومواقف أخرى هامة، تؤكد ما له من أهمية لدى قائد الانقلاب، وأنه رجل المقبلة.
منذ ظهوره وهو يقف في ظهر عبد الفتاح السيسي، من بداية كونه مديرًا للمخابرات الحربية ثم وزيرًا للدفاع، الذي كان مديرًا لمكتبه في “المخابرات”، وظلَّ مديرًا لمكتبه في وزارة الدفاع بالعباسية، وظل مرافقا له في لحظاته الصعبة دائمًا ومنها عَزْل المشير طنطاوي، عَزْل الرئيس محمد مرسي، وفضّ “رابعة”، حتى أن أصبح مدير مكتبه في قصر “الاتحادية”.
دوره في رئاسة السيسي
كان أول ظهور له بصحبة “السيسى” قبل أداء اليمين الدستورية، حيث جلس بجواره في الطائرة التى أقلته إلى مبنى المحكمة الدستورية بالمعادي، وتواجد بعدها بمقر المحكمة وقصري الاتحادية والقبة أثناء حفل تنصيب قائد الانقلاب العسكري.
أيضا ظهر في الليلة التي قال الانقلاب أنها قرر فيها السيسي التراجع عن الترشح لـ”الرئاسة”، حيث كان عباس حاضرا، وعدّد للسيسي مجموعة احتمالات إذا لم يترشَّح، ما بين عودة “الإخوان”، ونجاح مرشح أمريكا، وغضب شعبي، وثورة ثالثة، ومن هنا اقتنع “المشير” بالترشح، بحسب مزاعم روجها الانقلابيين.
جميع الحملات لترشح السيسي للرئاسة كانت تعمل تحت إشراف عباس الذي يتابعها وينسق بينها وتحت يده كمجموعات عمل، كما طلب عبر وسيط من أعضاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة أن يتولوا دعم السيسي في القاهرة.
دوره في التسريبات
ذكره قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، في أول تسريب له أذيع على “رصد” والذي تضمن أجزاء من حوار “المشير” مع الكاتب الصحفى ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى فى فض اعتصام رابعة، فأجاب “السيسى”: اسألوا عباس.
سُرب حوار بين عباس كامل وممدوح شاهين عقب إعلان براءة حسني مبارك اذاعته قناة مكملين الفضائية حول تزوير تفاصيل احتجاز الرئيس محمد مرسي.
حدث ممدوح شاهين عباس بأن القضايا التي يحاكم بها الرئيس مرسي قد تسقط “شكلًا” إذا طعن محامو الدفاع على احتجازه في مكان غير تابع لسجون وزارة الداخلية في الأيام الأولى بعد الانقلاب، وهو ما يعني أن الاعتقال وكل التحقيقات والقضايا المرفوعة ضد مرسي غير قانونية وساقطة قضائيًا، وأشار إلى أن النائب العام طلب منه حلا “بأي شكل” لهذه الأزمة.
ثم جاء تسريبين آخيرين، أمس وأول أمس، أذاعت قناة الشرق، حيث ظهر وهو يرتب مع ممدوح شاهين عدد من القوانين و توصية قاضي مجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل، حيث طلب كامل من شاهين التدخل لدى القضاء من أجل مساعدة أحد الضباط المتهمين بالقتل الخطأ في القضية التي حدثت في أغسطس 2013، لأنه ابن لواء في الجيش.
والتسريب الثاني، تناول حوار بين عباس كامل واللواء محمود حجازى الذى كان مديرا للمخابرات العامة في ذلك الوقت تحدثا فيه عن عبد الفتاح السيسي، وتحدثا عن ابن محمد حسنين هيكل وضرورة الافراج عنه بقضية التلاعب بالبورصة المتهم فيها ابنة مع جمال مبارك.
الراجل اللى ورا السيسي
ومع تواجد عباس في أحلك الظروف وأشد المواقف فإنه بذلك يعد أحد أبرز رجال الظل في النظام الانقلابي الحالي، ومع أنه كان مجهولا في بادئ الأمر للجميع، إلا أن دوره الحقيقي بدأ يظهر رويدا رويدا، مع سلسلة التسريبات التي ظهرت، حتى نستطيع بأنه المحرك الرئيسى والمراجع لكل ما على “السيسى” عمله.
وكشف الكاتب الصحفي مصطفى بكري أنه فوجئ باللواء عباس كامل، حين كان ضابطًا بالمخابرات الحربية، يتصل به في اليوم التالي لاتهام الإعلامي توفيق عكاشة للواء عبد الفتاح السيسي، بأنه “إخواني”، وكذّب هذه المعلومة، وقال له: “ما أذيع يستهدف قطع الطريق أمام اللواء السيسي لتولي منصب وزير الدفاع الذي يرشحه له المشير طنطاوي”.
وقال المستشار وليد شرابي، في تصريحات له أمس الأحد، في تصريحات عقب تسريبات لمكتب السيسي أذاعتها قناة الشرق- “لدينا جناحين في المجلس العسكري لخروج القرارات، عباس كامل مسئول عن النيابة العامة، وممدوح شاهين مسئول عن القضاء”.
وبحسب جريدة الفجر، يقول الدكتور محمد الباز، الكاتب الصحفي وأستاذ مساعد بإعلام القاهرة، إن “هناك رغبة في تقليل الفترة التي تفصل بين السيسي وزيرا للدفاع والسيسي مرشحا رئاسيا، فهذا يقلل الاحتكاك بينه وبين القوى السياسية والمرشحين السياسيين والإعلام داخل مصر وخارجها، إنها محاولة لتخفيف الضغط عليه، وهى فكرة التقطها اللواء عباس كامل، ويتابع تنفيذها بدقة متناهية”.