قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعنى بالتعذيب خوان منديز أمس الثلاثاء: إن تسجيل فيديو بثته قناة تلفزيونية بريطانية ويظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب فى مستشفى يدعم فيما يبدو على نحو متزايد الأقاويل الخطيرة التى تشير إلى ارتكاب جرائم فى حق الإنسانية.
وقال خوان: إنه لم يطلع على تسجيل فيديو القناة الرابعة البريطانية لكن هذا التسجيل يبدو متمشيا مع تقارير تلقاها فى الآونة الاخيرة تفيد بأن القوات السورية تعذب المعارضين.
وقال منديز فى جنيف: "للأسف هذا االفيديو الجديد ينسجم مع ما تلقته لجنتى على مدى الأشهر القليلة الماضية، والادعاء الجديد يزيد من خطورة الوضع".
ويظهر الفيديو المصور سرا والذى بثته القناة الرابعة يوم الاثنين من قالت إنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب على يد طاقم طبى فى مستشفى حكومى فى حمص.
ويظهر أيضا صورا لرجال جرحى معصوبة عيونهم ومقيدين فى أسرة، وكان هناك سوط مطاطى وسلك كهربائى على طاولة فى أحد الغرف، ويظهر على بعض المرضى دلائل تعرضهم لضرب مبرح.
وقالت القناة الرابعة: إنها لم تتمكن من التحقق من مصداقية التسجيل.
وواجه الرئيس السورى بشار الاسد غضبا متزايدا من الغرب يوم الثلاثاء لمنعه المساعدات من دخول حى مدمر فى حمص؛ وبسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان بما فى ذلك صور قيل انها تظهر ضحايا تعذيب فى أحد مستشفيات المدينة.
بالفعل فى العام الماضى استخدام سوريا للقوة المفرطة ضد المتظاهرين وقال: "الناس يتعرضون فى الشوارع لضرب شديد يصل إلى معاملة قاسية وتعذيب فى بعض الحالات."
وقال منديز: إنه منذ ذلك الحين تلقى مزاعم ذات مصداقية عالية تفيد بأن السجناء يتعرضون للتعذيب فى مراكز الاحتجاز.
ودعت نافى بيلاى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان -وهى قاضية سابقة فى المحكمة الجنائية الدولية- مرارا مجلس الأمن لإحالة ملف سوريا إلى مدعى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى للتحقيق.
إنشقاق عقيد ركن بالجيش السورى
أعلن ضابط سورى كبير انشقاقه عن الجيش وذلك فى تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب أمس الثلاثاء وقال: إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على قصف بلدته فى إطار الحملة الرامية لقمع الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال العقيد ركن عدنان قاسم فرزات فى شريط الفيديو: إنه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعى الكثيف للمناطق التى تسيطر عليها المعارضة قائلا: إن "هذا ليس من أخلاق الجيش السوري"، يذكر أن العقيد الركن خامس أعلى رتبة فى الجيش، ولم يتسن التحقق من صحة تسجيل الفيديو".
وإذا تأكد انشقاق فرزات فسيكون هو ثانى ضابط برتبة عقيد ركن ينشق عن الجيش السورى.
وقال فرزات: إنه من الرستن وهى معقل محاصر للمعارضة السورية فى محافظة حمص التى تشهد قمعا عنيفا ضد حكم عائلة الأسد الممتد منذ 40 عاما.
وقال النقيب أحمد العربى وهو ضابط من المعارضة فى محافظة حمص: إن فرزات سيتولى على الأرجح قيادة المعارضة فى الرستن إذا بقى فى سوريا أما إذا غادرها فقد يصبح نائبا لزعيم المقاتلين أو أنهم قد يتوصلون إلى اتفاق بخصوص دور قيادى جديد.
يذكر أن الضابطان اللذان يقودان الجيش السورى الحر هما العقيد رياض الأسعد والعميد ركن مصطفى الشيخ ويعملان من جنوب تركيا.
بعد سحب الدول الأوروبية لسفرائها… يبحثون طرد سفراء الأسد
قال مسئول فرنسى أمس الثلاثاء: إن الحكومات الأوروبية تنظر فى طرد سفراء سوريا من بلدانها ردا على حملة قمع الثوار ضد الرئيس بشار الأسد.
وعاد سفير فرنسا فى دمشق إلى باريس أمس الثلاثاء بعد اغلاق السفارة فى أعقاب قرار الرئيس نيكولا ساركوزى إنهاء الوجود الدبلوماسى فى سوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو: إن السلطات الفرنسية لم تطلب من سفير سوريا لدى فرنسا مغادرة البلاد بعد لكن محادثات تجرى لطرد السفراء السوريين من عواصم أوروبية اخرى.
وقال: "اننا نبحث هذا الامر مع الأوروبيين، فى هذه المرحلة لم نصل إلى قرار بعد" مضيفا: إن القرار قد يتخذ من جانب كل دولة على حدة.
وقال وزير الخارجية الأسبانى خوسيه مانويل: إن أسبانيا قررت وقف الأنشطة فى سفارتها بدمشق ردا على عمليات القتل الوحشى وانتهاكات حقوق الانسان لكنها لن تغلق البعثة الأسبانية رسميا.
وأضاف ان أسبانيا ستحتفظ بوجود دبلوماسى نشط فى اطار وفد الاتحاد الأوروبى فى سوريا "لمراقبة وضع الأسبان فى المنطقة والابقاء على اتصالات مع المعارضة وإرسال رسالة سياسية بأن ما يحدث فى سوريا غير مقبول."
وقامت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وكندا بإغلاق سفاراتها فى العاصمة السورية مع اشتداد العنف فى انحاء البلاد.
وبعد اجتماع الاتحاد الأوروبى قال دبلوماسيون: إن الدول اجتمعت لبحث تنسيق الموقف الدبلوماسى من سوريا بهدف خفض العلاقات الدبلوماسية فى عواصم الاتحاد الأوروبى ودمشق.
وقالت السفارة السورية فى لندن الثلاثاء: إن السفير السورى لدى بريطانيا سامى خيامى ترك منصبه بعد انتهاء فترة عمله ومن المقرر ان يغادر بريطانيا خلال بضعة ايام.
لكن السفارة قالت: إنها ستواصل عملها وان الحكومة السورية ستعين سفيرا جديدا فى الوقت المناسب، وذكرت فى بيان لها ان السفارة ستظل مفتوحة ولا توجد اى دلائل على ان دبلوماسيين اخرين سيغادرون
أوباما: سقوط الأسد مسألة وقت.. ويرفض ضربة جوية لسوريا
قال الرئيس الأمريكى باراك اوباما أمس الثلاثاء: إن سقوط الرئيس السورى بشار الأسد مسألة وقت فقط، لكنه أضاف أن من الخطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكنها القيام بعمل عسكرى بشكل منفرد هناك.
وقال أوباما فى مؤتمر صحفى متحدثا عن الاسد: "سيسقط هذا الدكتاتور فى نهاية الامر" مضيفا أن السؤال ليس هل يرحل الاسد بل متى يرحل.
لكن الرئيس الأمريكى عارض بشدة دعوة السناتور الجمهورى جون مكين لتوجيه ضربات جوية أمريكية ضد القوات الحكومية السورية.
وقال السناتور الجمهورى جون مكين يوم الاثنين: إنه يجب على الولايات المتحدة ان تقود جهودا دولية لحماية المدن والبلدات السورية من خلال شن هجمات جوية على قوات الحكومة السورية. وخسر مكين فى انتخابات الرئاسة امام اوباما فى عام 2008.
وقال أوباما: إن من الخطأ الاعتقاد بوجود حل بسيط للحملة المستمرة منذ نحو عام ضد المعارضة فى سوريا أو بأن الولايات المتحدة يمكن ان تتحرك بشكل منفرد.
الوضع الإنسانى متدهور
على الصعيد الإغاثى حتى الآن ينتظر الصليب الأحمر الموافقة لتوزيع أغذية بالحى الذى تعرض لحصار استمر شهرا.
وتحدث سكان فروا من الحى عن جثث متحللة أسفل الانقاض ومياه صرف صحى مختلطة بالقمامة فى الشوارع وحملة من عمليات الاعتقال والاعدام.
وقال أحمد الذى هرب الى لبنان الاسبوع الماضى: "كانت رائحة الموت فى كل مكان، فى كل وقت نشم رائحة الجثث المدفونة تحت الانقاض."
وأضاف وهو يتحدث من منزل أحد أقاربه فى لبنان وقد بدت عليه علامات التعب وظهرت هالات سوداء حول عينيه "الجثث فى الشوارع.. العديد منها متحلل لكن لا يمكننا دفنها.
"لقد رأينا الموت كثيرا حتى إنه فى النهاية لم تعد رؤية جثة مقطعة الاوصال لقريب أو صديق تثير مشاعرنا."
ورغم مشاعر الغضب العارم مع تقديم سكان حمص مزيدا من الروايات التفصيلية بشأن حصار بابا عمرو استبعد زعماء غربيون تدخلا عسكريا على نمط ما حدث فى ليبيا خشية تفجر صراع أوسع نطاقا فى الشرق الاوسط.
وقال البيت الأبيض الثلاثاء: إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ما زال ملتزما بالجهود الدبلوماسية لإنهاء العنف فى سوريا، مضيفا ان واشنطن تسعى إلى عزل الاسد وقطع مصادر دخله والتشجيع على الوحدة بين خصومه.
لكن النداءات المطالبة بتحرك لحماية المدنيين ارتفع صوتها فى الوقت الذى شدد فيه الجهاز الامنى حملته ضد المحتجين.
وقال رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان: إن العنف فى سوريا "بدأ يشبه وحشية غير آدمية فى الايام الاخيرة" داعيا الى اقامة ممرات انسانية فى سوريا لمساعدة المدنيين.
التطورات فى حمص ودرعا
وفى حمص قال نشطون:إن قوت الامن تشن مداهمات فى حى مجاور لبابا عمرو اليوم الثلاثاء وأبلغوا عن اطلاق نار ووقوع انفجارات فى منطقة اخرى.
وفى مدينة الحراك بمحافظة درعا، حيث تفجرت الانتفاضة قبل نحو عام قال سكان: إن عربات مدرعة ودبابات احتشدت على المشارف الغربية للمدينة وفى اجزاء بوسطها. وتحدثت تقارير عن مداهمات فى مدينة دير الزور.
ووصل دبلوماسى صينى إلى دمشق أمس الثلاثاء لعرض خطة بكين للسلام بينما من المتوقع وصول كوفى عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية وفاليرى آموس مسؤولة الشؤونة الإنسانية بالأمم المتحدة إلى العاصمة السورية خلال الأيام القليلة القادمة.
وتقول الأمم المتحدة: إن القوات السورية قتلت اكثر من 7500 مدنى منذ اندلاع الانتفاضة فى مارس آذار الماضى. وتصور حكومة الاسد الانتفاضة على انها حملة يشنها مسلحون اسلاميون مدعومون من الخارج.
وقالت السلطات فى ديسمبر: إن 2000 من جنود الشرطة والجيش قتلوا منذ بدء الاحتجاجات.
