شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سيدي الرئيس

سيدي الرئيس
سيدي الرئيس (1)  

سيدي الرئيس (1)

 

لن أطيل عليكم بمقدمات سئمناها، في تمجيد الدنيء وترفيع الوضيع وترقيع البالي وتحسين صورة الحاكم، وإعلاء شأن من ظلموا ومن قمعوا ومن في رقابنا الأصفاد قد وضعوا، من فرشوا بسطهم الحمراء فوق كرامتنا، من خضبوا بدمائنا أكفهم، وزعموا أنهم أوعى وأنهم أولى وأنهم هم الصمام الضامن لأمننا وسلمنا، وأنهم المنتصرون في حروب وهمية أعلنوها على دمى دموية حاكوها بماكيناتهم الإعلامية، وحركوها بأصابعهم الخفية عبر خيوط من الجهل والتضليل، وأنهم تمترسوا خلف من باعوا العمائم للهوى، لمن يسبحون بحمدهم ويركضون لاهثين خلف الرضى والقبول، ولو أغضبوا من أغضبوا حتى سلطان السماء.

 

سيدي الرئيس (2)

 

لن ألقي على مسامعكم ما يسركم، لن ألقي شعرا للفرزدق أو جرير، أو نثرا لدرويش أو الفرا، لن أمدحكم لأنكم أنزلتم قرشين من سعر رغيف الخبز المدعم !!، و لن أكتب القصائد الطوال ثناء على تجوالكم في شوارع رام الله لتأكلوا الفلافل، أو تتناولوا طعامكم في شارع الرينبو، و لن أكون في طابور المصفقين الراكعين المقبلين أيديكم حين تفتتحوا حديقة للحيوانات، و كذلك لن أفرح بمشاهدتك عبر السكايب..

 

سيدي الرئيس (3)

 

لا تخيرني بين العيش الآمن تحت ظل حذائك أنعم بما تجود علينا به من فتات قوتنا ثرواتنا أحلامنا .. أو بين سجن من الإرهاب صنعته لي قضبانه السلاسل و السيوف وأرضه حطام بيوتنا وآمالنا..

 

سيدي الرئيس (4)

 

لم أبق ذلك الساذج الذي كلت له الوعود بالحرية و الديمقراطية في فترتك الأولى من الحكم .. و قمعته في الثانية .. أنهكته في الثالثة .. فرضخ إلى مالا نهاية .. لم أبق ذلك الأحمق الذي يركض خلف رغيف الخبز، خلف ملابس المدارس للأولاد، خلف مؤونة رمضان، خلف خاصرة امرأة تتراقص عبر"mbc" أو المستقبل وكذلك لم أبق الأب الذي أقصى همه تزويج البنات، ولا الأم التي تريد أن تفرح بابنها،و لا الشاب الذي ان ملك سيارة أو هاتفا جديدا ظن أنه ملك الدنيا، ولا أنا تلك الفتاة التي تلهث وراء المكياج والموضة..

 

سيدي الرئيس (5)

 

حديد نار فقر جهل ولا كرامة، العصا لمن عصى، العصا لمن لم يقبل التبعية في تلك الزريبة التي تسمونها دولة !!، وأجود أنواع البرسيم لأولئك الطائعين، المرتمين في حضن الأمير، اللاعقين حذاء موالهم، الرافعين أكفهم متضرعين بمجده، غير الطامحين، الخانعين رضى، الخاضعين طوعا..

 

سيدي الرئيس (6)

 

لن أطيل عليك، التمست لك من الأعذار سبعين، وحكمتنا ما فوق عشرين، و لم ترقب بنا إلا، ولم تف لنا عهدا، وبعتنا بلا ثمن، وتركت الوطن ينهبه الأعادي وهجرت العقول، وأقفرت الحقول، بعتم بترولنا ب43 دولارا للبرميل، ومحقتم الطبقة الوسطى، وسلمتم أعناقنا لأمريكا تقودنا حيث شاءت، و نسيتم أرضا احتلت منذ 66 عاما، و تستجدون منهم السلام على أن نقبل بدولتهم، و يمنوا علينا بنصف القدس، و أن يعطوننا تصريحا لنزور يافا، و أن نقول لأحفادنا أجدادكم ما كانوا هنا، وأن إسرائيل جارة لنا.

 

سيدي الرئيس (..)

 

لا تحسب سيدي، أن ثورتي اشتعلت حين اشتعل البوعزيزي بالنار، أو خبتت حين تكالبتم عليها وحين خانها بعض الحمقى، أو حين تعجل البعض الآخر بقطف ثمرتها، أو حين أسقطتم المنصف

 

ثورتي يا من لست بسيدي منذ الأزل، ثورتي عمار بن ياسر والحسين، وثورتي ابن الجبير والمختار والقسام، ثورتي لا تموت، ثورتي سجال..

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023