بات الأمر واضحًا منذ أيام قليلة حينما انحنى الإعلام المصري لدولة قطر واختفى الهجوم العدائي من جانب إعلام الانقلاب بمصر ضد نظيره القطري خاصة قناة الجزيرة التي لم تهدأ موجة بث صوت معارضة الانقلاب حتى اليوم.
و منذ أقل من ساعة أعلنت قناة "الجزيرة مباشر مصر" قرار إغلاقها وبث نشراتها من العاصمة القطرية "الدوحة" وضمها على قناة الجزيرة مباشر كأولى ثمرات التصالح بين قطر ونظام الانقلاب في مصر.
وكان لقاء عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، بالمبعوثين السعودي والقطري مفاجئا للأوساط المصرية، فيما أعلنت السعودية أن اللقاء هو بمنزلة انتهاء الخلاف بين مصر وقطر وفقا لاتفاق الرياض التكميلي ومبادرة خادم الحرمين الشريفين.
وجاء في بيان أصدره الديوان الملكي أن كلتا الدولتين استجابت للمبادرة وذلك للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين.
السعودية تبارك
وباركت السعودية الخطوات الجارية التي من شأنها توطيد العلاقات بين البلدين من ضمنها الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص لأمير دولة قطر الى مصر، داعية إلى اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، وبخاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، المرتبطة بالدولتين.
فيما أكد المتحدث الرئاسي المصري السفير علاء يوسف أن السيسي رحب بالضيفين وثمن جهود خادم الحرمين لتحقيق الوحدة بين الدول العربية ونبذ الانقسام، في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مؤكدا تطلع مصر إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي، مؤكدا أن الرئيس السيسي أعرب عن اتفاقه التام مع دعوة خادم الحرمين بمناشدة جميع المفكرين والإعلاميين بالتجاوب مع المبادرة ودعمها من اجل المضي قدما في تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه الخصوص والعربية بوجه عام.
فيما رحبت قطر ببيان الديوان الملكي السعودي وأكدت استجابتها لما جاء فيه، مثمنة الجهود المخلصة والمقدرة لخادم الحرمين، ووقوفها التام إلى جانب مصر كما كانت دائمًا، معتبرة أن أمن مصر من أمن قطر، التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية.
بداية مصرية
في الوقت نفسه بدأت الفضائيات المصرية تتحدث بلسان العروبة و الإخوة والمحبة مع الشعب القطري، وقدم عدد من الإعلاميين مبادرات للتهدئة الإعلامية ، فيما انحنى منهم على الهواء مباشرة إلى شعب قطر.
أطلق الإعلامي عمرو أديب، أمس مبادرة إعلاميه مع قناة الجزيرة القطرية، لمده شهر، لوقف الهجوم علي مصر ووقف الهجوم الإعلامي المصري علي قطر، لافتًا إلي أن هناك تغييرًا ملحوظًا في سياسة القناة.
القرموطي ينحني للشعب القطري
قام الإعلامي جابر القرموطي اليوم على الهواء بالإنحناء، وتقديم التحية للشعب القطري قائلاً" ان القطريين شعب محترم واحنا كبرنامج مفيش تطاول على قطر تاني".
وقال القرموطي على برنامجه مانشيت على قناة اون تي في:"الشعب القطري شعب محترم وأنحني له ولا ينبغي حتى يكون هناك تجاوز على قيادته بسببه لأنه شعب محترم في عز الأزمة محدش قال لعامل مصري أمشي رغم المشاكل ودي لازم تذكر في إطار العلاقة بين مصر وقطر".
يُذكر أن العلاقات القطرية ــ المصرية شهدت، منذ الامقلاب على الرئيس مرسي أزمات وتوترات متواصلة، بدرجة كبيرة، وصلت إلى القطيعة، ولكن ما حدث خلال اليومين الماضيين فتبادل الطرفين التحية بمبادرة سعودية.
وتوقع محمد خلاف أستاذ الإعلام، في تصريحات لشبكة "رصد"، أن تشهد الفترة المقبلة حالة مودة من جانب الإعلام في الجانبين سواء ما يتعلق بقناة الجزيرة بتغيير خطابها والذي كانت تعتبره السلطات الحالية تحريضًا ضدها منذ الإطاحة بحكم مرسي.
وقال خلاف، إن قطر باعت الدور الذي كانت تؤديه في إظهار جزء من الحقيقة من خلال قناة الجزيرة، مقابل المصالحة والتهدئة التي كانت السعودية والكويت والبحرين والإمارات يراهنون عليها من أجل توحيد الصفوف ضد أي تواجد إسلامي بالشرق الأوسط، وفي النهاية رأت قطر مصلحتها في تلك المصالحة.