أثار تصريح الدكتور عمرو دراج – وزير التخطيط والتعاون الدولي، في حكومة الدكتور هشام قنديل – عن طلب كاترين آشتون – الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشئون الأمنية والخارجية السابقة – من الرئيس محمد مرسي، تعيين محمد البرادعي رئيسًا للوزراء لاحتواء الأزمة السياسية في مصر، قبل أشهر من 30 يونيو- أثار الحديث عن الدور الحقيقي لآشتون في دعم الانقلاب، والتمهيد له.
وكان عمرو دراج، قد أكد- في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "الشرق"- أن آشتون طلبت لقاءه في اليوم التالي للقائها بمرسي خلال فترة احتجازه، حيث طلبت منه أن يتولى طمأنة أهله بأنه بخير، لكنها لم تكشف عن تفاصيل اللقاء بينه وبين مرسي، مشيرًا إلى تصريح البرادعي وقتها بأنه تواصل مع مسئولين بالخارج لإقناعهم بأن نظام مرسى لا يصلح لإدارة مصر.
جاءت هذه التصريحات بعد أيام من طلب منتصر الزيات – عضو هيئة الدفاع عن الرئيس مرسي – بالاستماع – في قضية التخابر- لمحمد فايق – رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان – والسيدة كاترين آشتون، وطالب بأن تكلف المحكمة النيابة العامة مفوضية الاتحاد الأوروبى بالقاهرة.
وأشار تصريح "دراج" إلى السبب وراء طلب دفاع مرسي لحضور آشتون، حيث أكد أن مرسى نفسه كشف لهيئة الدفاع عنه تفاصيل اللقاء، وأوضح أن آشتون قالت له "إن الأمر انتهى وأن إجمالي من يخرجون من أجله لا يزيد عددهم عن 50 ألفًا"، وكان رد الرئيس عليها: "لو كانوا خمسين ألفًا – كما تقولين – ما أتيتِ إلى هنا".
وعقب تسريب قيادات القوات المسلحة، الذي أذيع على قناة "مكملين" الفضائية، والذي يكشف مؤامرتهم ضد الرئيس محمد مرسي، أكد الكاتب الصحفي محمد القدوسي، أن آشتون وفق هذا التسريب الآن مُدانة مع قادة العسكر وعليها الإفصاح عن الحقيقة، متسائلاً ماذا عن كاترين آشتون التي كانت تعلم أنه مختطف هناك بما يعني أن هناك بالفعل تخابرًا في جهة عكسية مع جهة أجنبية ضد رئيس الدولة الشرعي.
عقب الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، صرحت "أشتون"- خلال ندوة نظمها مجلس شيكاغو للعلاقات الدولية بالولايات المتحدة- أن مصر تمر بدون شك بمرحلة دقيقة، وتريد النجاح وترغب في دعم المجتمع الدولي لها في مكافحة الإرهاب الحقيقي الذي تتعرض له.
زارت "كاثرين أشتون" ، محافظة الأقصر هي وأسرتها تلبية لدعوة وزير السياحة، هشام زعزوع، وفى حين كان عدد كبير من الشعب المصرى يقتلون ويسجنون فى التظاهرات كانت "كاترين آشتون" تقضى إجازاتها هي وأسرتها في الأقصر بدعوة من الانقلابيين.
استقبلها عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية، على الرغم من أنه لا توجد صفة رسمية أو سياسية من تلك الزيارة، إلا أن احتمالاً واحداً يجعل من هذه الزيارة، زيارة رسمية، ذلك المتمثل في الدور الذي لعبه الاتحاد الأوروبي في الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو الماضي، وما تبعه من زيارات مكوكية لآشتون لمقر إقامة – اختطاف– الرئيس محمد مرسي بهدف الوصول لصيغة تفاهم لتمرير الانقلاب وإقناع مرسي ومن ورائه جماعة الإخوان بقبول الأمر الواقع وبخارطة الطريق التي أعلنها السيسي في بيان الانقلاب – بحسب محللون.
وصرحت بعد لقائها السيسى، أنها “تعلم صعوبة اتخاذ السيسي قرار الترشح لرئاسة الجمهورية، لكنه قرار شجاع وصعب في ظل التحديات التي تواجه مصر خلال المرحلة الراهنة”.
كما أشارت من قبل إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم اختيارات الشعب المصري، مؤكدة أن مصر لا تقف بمفردها ضد الإرهاب، وهو ما اعتبره المحللون تأييدًا ضمنيًا لترشح السيسي للرئاسة.
بعثت لها توكل كرمان – الناشطة اليمنية – تخبرها أن موقفها مع الاتحاد الأوروبي، يظهر أنهم لا يسعون لتثبيت دعائم الديمقراطية في مصر قائلة: "شاهد العالم كيف تم الانقلاب على أول رئيس مدنى منتخب جاء عبر انتخابات نزيهة تحت حجج واهية، لكن ما يثير السخرية أن خارطة الطريق التي وضعها الانقلابيون لعودة الحياة الديمقراطية قد تبعها مجموعة من السياسات والإجراءات التى لا تقود إلا لعودة الديكتاتورية والقهر والإقصاء!!
أجد أنه لزاماً على كل شخص يقول أنه يدافع عن قيم الديمقراطية وحق الناس في اختيار حكامهم أن يعلن بوضوح رفضه للانقلاب وللممارسات القمعية ومصادرة الحريات التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان والإنصاف في مصر".