في مفاجأة جديدة، قالت أحدث الدراسات لأكاديمية طب الأطفال الأمريكية، أن الإقلاع عن التدخين أسهل من الإقلاع عن الفيسبوك (في مرحلة الإدمان) ، و ذلك لتعلق استخدام الفيسبوك بالجانب الاجتماعي و النفسي لدى الانسان، بعكس التدخين، مما يجعل معالجة الإقلاع عنه أكثر تعقيداً.
وأضافت الدراسة التي نقله اموقع أراجيك أن واحد من 46% من مجموع المستخدمين الذين حاولوا الإقلاع عن الموقع وفشلوا، و واحد من 71% من مجموع المستخدمين الذي يأخذون استراحة من الموقع بين الحين و الآخر للخوف من الإدمان.
وقد تزايد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مع بداية 2009 عند قيام الاحتجاجات في إيران، و ذلك بسبب الدور الذي لعبته تلك المواقع و على رأسها تويتر في نقل ما يجري على الأرض.
كما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا بارزا في ثورات الربيع العربي وعلي رأسها مصر وتونس الذي كان الحشد يتم من خلال هذه المواقع وفي الوقت الذي قامت به حكومات هذه الدول وقتها بقطع الاتصالات كانت هذه المواقع وسيلة لاتواصل وحتي وقت انقطاع الانترنت فقد تمكن مستخدموها من التواصل من خلال ما قدمته هذه المواقع من امكانيات وقتها للتواصل دون جود الانترنت وعلي رأٍسها تويتر.
ولأن هذه المواقع تستخدمها جميهع الأجيال فركزت الدراسات علي الفئات الأكثر تأثرا وهي الأطفال والمراهقين .
فمن جانبها فرضت أكاديمية طب الأطفال الأمريكية إجراءات جديدة على أطباء الأطفال ليقوموا بها كجزء من الفحص الروتيني الذي يخضع له الأطفال تتعلق بسؤالهم عن حياتهم الرقمية، الهدف من ذلك هو التشخيص المبكر لحالة “اكتئاب الفيسبوك” إن وجدت.
فبعد أن يقوم الطبيب بسماع دقات قلب الطفل و رئتيه و ما إلى ذلك يقوم بسؤاله عدة أسئلة عن الفيسبوك، إن كان يملك حساباً، وكم عدد أصدقائه وكم مرة يتواصل معهم في اليوم، وغير ذلك.
وبناء على أجوبة الطفل و ردة فعله يمكن للطبيب أن يوصي بأن حالة الطفل الفيسبوكية طبيعية، أو يقوم بإجراء فحوص أخرى تنتهي بتوصيف حالة الطفل بأنه يعاني مثلاً من عزلة اجتماعية على الفيسبوك، أو أن لديه ميول عدائية، أو أنه يقضي وقتاً طويلاً على الموقع مما قد يؤذي حياته الواقعية في المستقبل…و بناء عليه قد يوصي بعلاج و حمية له، و ربما لأهله أيضاً..
وتشير الأكاديمية إلي إن الفيسبوك ليس مجرد موقع يقضي الأطفال وقتهم فيه من أجل التسلية أو مشاركة الصور مع الأصدقاء بعيداً عن ازعاجهم للأهل ، بل هو سلوك كامل يجب معاينته و مراقبته بدقة.
وتقول الأكاديمية أن السبب في ذلك أن التمييز بين الحياة الافتراضية و الحياة الواقعية ليس واضحاً و ربما ليس موجوداً بعد عند الطفل كما هو عند البالغ ( إن وجد).،والأطفال يفضلون قضاء أوقاتهم أمام الأجهزة الإلكترونية على أن يقوموا بنشاطات فيزيائية أو اجتماعية، أضف إلى ذلك أن بعضهم خجول، و التواصل الاجتماعي الافتراضي عبر الشاشة يشكل الوسيلة المفضلة والوحيدة لديهم.
غير أنها تضيف أن النشاطات الإلكترونية تساهم الآن بشكل أكبر في التكوين العاطفي و النفسي للطفل، وربما تؤدي لاكتئاب فيسبوكي إذا شعر الطفل أنه بعزلة الكترونية عن بقية أصدقائه، أو ربما تزيد من قلة ثقته بنفسه.
وختمت الأكاديمية بأنه من النصائح التقليدية لتجنب وصول الطفل إلى حالة الاكتئاب الإلكتروني هي القدرة على مجاراته أولاً، فإن كان طفلك يملك حساباً على جميع مواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تملك واحداً أيضاً،بعد ذلك يأتي دورك في تعليم الطفل كيفية استخدم تلك المواقع ، والتحكم بفترات استخدامها، و مراقبة ما يفعله الطفل بين الحين و الآخر.