"الداخلية اللي قتلت الناس وهي بتصلي في التحرير، ورشوهم بالماء في عز البرد فجأة بيدافعوا عن الدين، ويهاجموا قهوة الملحدين"، "عايز الشعب المصري يديني تفويض وأمر إنى أواجه الكفر والإلحاد المحتمل"، "وأحيانًا يختصر البعض الطريق فيضعون العمامة فوق الزي العسكري.. دائرة الجهل والاستبداد"، تعليقات غردها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت هاشتاج "قهوة الملحدين". 

وأثار قرار سلطات الانقلاب بغلق مقهى بوسط القاهرة جدلًا واسعًا لليوم الثالث على التوالي؛ والذي كان مشهورًا بأنه يضم أكبر مقهى لتجمع الملحدين الذين كانوا يعاقرون الخمر، ويتعاطون المخدرات، ما سبب إزعاجًا للأهالي، الذين تقدموا بشكاوى لحي عابدين، ما اضطره إلى غلقه، بحسب رئيس الحي. 

وقد تصدر هاشتاج "قهوة الملحدين" قائمة الهاشتاجات اليوم، على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" خلال تغريدات لنشطائه مع تداولهم لعدة "كوميكسات" ساخرة من القرار، حيث قال إسلام محمد: "نتوقع المزيد من هذه الغابه قتل وحرق واعتقال ومداهمه وغلق شاشات، والآن غلق المقاهي وعجبي!".

وغرد الكاتب أحمد خليل: "بعد قيام رئيس حى عايدين بتحطيم قهوة الملحدين، وإشادة محافظ القاهرة بهذا الإنجازالجبار، لم يجد الملحدون مكانًا لاقامة طقوس وشعائر الإلحاد فآمنوا".

ومن جانبه، قال هشام منصور: "أنا عن نفسي مش مستغرب إن قهوة الملحدين قفلت، علشان إمبارح شفت بعيني إتنين ملحدين بيقولوا إنهم هيروحوا النهاردة، وماقالوش إن شاء الله".

أما منال عبدالعال فغردت: "تخيل كده خبر قهوة الملحدين اللي قفلها النظام كان وقت مرسي، وربنا ده كان زمانهم مش بس راحوا حاصروا الاتحادية، كان زمانهم جابوه م السرير".

وبدوره، علق حازم عبدالعظيم قائلًا: "قهوة_الملحدين الدولة لا تخالف الدستور! الدستور بيحمي حرية المعتقد لكن الملحد ليس له معتقد يبقي يتقفشوا من على القهاوي! آه صحيح!".

وتساءل براء أشرف: "طب وهما الملحدين بيحاسبوا على المشاريب اللي بيشربوها على "قهوة الملحدين"؟، ولا بيعتبروا المشروبات من صنع الطبيعة وملهاش خالق؟!".

وسخر الملحد أيمن رمزي من غلق المقهى طبقًا لما نشره عربي21 ، قائلًا: "إن وجود مقهى للملحدين لا يؤثر على أفكار المواطنين داخل مجتمع، ولن ينشر الفكر اللاديني، ولكن ما ينشره هو رد الفعل المتطرف من القيادات داخل المجتمع، معتقدين أنهم ينهون فكرا منتشرا بهدم مقهى لتجمع أصحاب الفكر اللاديني".

وقالت صاحبة الحساب "هبة ضد قمع الطلبة": "الداخلية اللي قتلت الناس وهي بتصلي في التحرير، ورشوهم بالماء في عز البرد فجأة بيدافعوا عن الدين، ويهاجموا قهوة الملحدين".

أما "غادة عيسوي، فغردت تحت هاشتاج قهوة الملحدين: "عايز الشعب المصري يديني تفويض وأمر إنى أواجه الكفر والإلحاد المحتمل".

وزعم رمزي -في تصريحات صحفية- أن سبب انتشار الإلحاد داخل مصر هو تزايد الوعي والمعرفة بين المواطنين بالاضافة الى تصرفات المؤسسات الدينية وأفعال رجال الأديان المتعسفة ضد رعاياهم. وأضاف: "أنا فخور أني ملحد.. وما يهمني هو الإنسان".

ومن جهتها، انتقدت منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان، إغلاق المقهى، مؤكدة أن ذلك يتنافى مع الدستور المصري والمادة 64 منه التي اعتبرت حرية الاعتقاد مطلقة والمادة 65 التي تكفل حرية الفكر، وحق كل إنسان في التعبير عن رأيه.

وأكدت المنظمة -في بيان لها الإثنين- أن إقدام السلطات المصرية على مصادرة حريات الآخرين حتى الملحدين منهم يؤكد أن مصر لا تكفل الحريات الدينية والحريات الشخصية؛ لأن كل دول العالم المتقدم يتواجد فيها تجمعات للملحدين وغير الملحدين.

ودعا المتحدث الإعلامي للمنظمة زيدان القنائي التيارات الليبرالية واليسارية والعلمانية كافة داخل مصر إلى التصدي للمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية والتيارات الدينية، وتحرير الشعب المصري من تلك المؤسسات التي تلغي العقل وتحارب العلم والتحديث، وكذلك نشر الثقافة التنويرية بين الشعب، لمنع اندلاع حروب مذهبية داخل مصر في المستقبل، على حد قوله.

يُذكر أن مركز "ريد سي" التابع لمعهد "جلوبال، وضع مؤشرًا للإلحاد في دول العالم، وقال إن مصر الأولى عربيًا في انتشار الإلحاد بـ866 ملحدًا، تليها المغرب بعدد 325 ملحدًا، وتونس 320 ملحدًا، والعراق 242 ملحدًا، والسعودية 178 ملحدًا، والأردن 170 ملحدًا، والسودان 70 ملحدًا، وسوريا 56 ملحدًا، وليبيا 34 ملحدًا، واليمن 32 ملحدًا.