طالب علماء ومفكرون وأكاديميون، الشرطة الدولية "انتربول"، "بسرعة" رفع اسم الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من قوائم الانتربول للمطلوبين دوليا.
جاء هذا في بيان أصدره أكثر من 300 عالم وداعية وإمام وأكاديمي وباحث وناشط من عدة دول وصل "الأناضول" نسخة منه.
وقال الموقعون على البيان "إننا – نحن العلماء – نرى أي استهداف أو مساس بمقام الشيخ يوسف القرضاوي أو بشخصه، هو مساس بنا جميعاً، وهو استهداف للمنهج الوسطي المعتدل الرشيد".
وأعربوا عن "استهجانهم وإدانتهم" لوضع اسمه على قوائم انتربول، معتبرين هذا "تصرف لا مسؤول، وإهانة للإسلام والمسلمين، وللعلم والعلماء".
وقالوا "نرفض تماما توجيه تلك الاتهامات المغلوطة والمختلقة للعلامة القرضاوي، وندين توجيه التهم الزائفة للعلماء، أو لأي مؤسسة سلمية تنتهج الفكر الوسطي المعتدل".
وطالب الموقعون على البيان "بسرعة رفع اسم الشيخ القرضاوي من تلك القوائم".
وبين أنه "كان يجب أن تضم أسماء المجرمين الحقيقيين المعروفين، ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم ، ويمولون الباطل ، والعالم يعرفهم جميعاً ، والواقع يفضحهم ، والتاريخ لن يرحمهم ".
وأشار الموقوعون على البيان إلى أن "القرضاوي إمام الوسطية الإسلامية، وواحد من أهم المجددين في هذا العصر ، وعلم من أعلام الأمة الإسلامية، ورمز من رموز العلم والفكر ، وهب حياته لخدمة قضايا الأمة، وللعمل والإنتاج العلمي والفكري، وبذل وسعه لنشر المنهج الوسطي المعتدل".
وأضافوا أن "مواقفه الرافضة للعنف والتشدد والإرهاب ثابتة في كتبه وخطبه ودروسه ومقالاته وفتاواه وبياناته منذ عشرات السنين".
واعتبروا أنه "عالم رباني ، ورجل فكر ورأي ، يواجه الحجة بالحجة ، والفكر بالفكر ، والكلمة بالكلمة ، ويناصر الحق وأهله ، وقد جاب العالم شرقه وغربه ، شماله وجنوبه ، داعياً إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة".
وقالوا إن القرضاوي "تجاوز عمره الثامنة والثمانين عاماً قضاها في حفظ القرآن الكريم وتفسيره وتعليمه للناس ، وفي حفظ السنة النبوية وفقهها وحمايتها ، وفي التربية والدعوة، والاجتهاد في الفقه مع مراعاة العصر وفقه الأولويات والمقاصد والموازنات ، وتوعية الأمة بأمور دينها ودنياها".
وأشاروا إلى أنه تم تكريمه نتيجة جهوده السابقة من المؤسسات الدولية ومن الدول العربية والإسلامية.
ولفتوا في هذا الصدد إلى أنه "حصل على جائزة البنك الإسلامي للتنمية، وجائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة العطاء العلمي المتميز (ماليزيا)، وجائزة السلطان حسن البلقية (بروناي)، وجائزة سلطان العويس – (الإمارات)، وجائزة دبي للقرآن الكريم (الإمارات)، وجائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية (قطر)، وجائزة الهجرة النبوية (ماليزيا)، ووسام الاستقلال من الدرجة الأولى (الأردن)".
ومن بين الموقعين على البيان : عصام البشير ، مستشار الرئيس السوداني – وزير سوداني سابق، والشيخ العلامة محمد الحسن الددو، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، والشيخ عجيل جاسم النشمي ،عميد كلية الشريعة سابقاً في جامعة الكويت ، والشيخ حسين حلاوة الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ورئيس المجلس الأيرلندي للأئمة، والشيخ عكرمة صبري مفتي القدس السابق وإمام المسجد الأقصى، والشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48 ، والداعية اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني، وهيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة.
وأصدر جهاز الإنتربول الدولي، قبل 10 أيام، نشرة حمراء بحق عدد من قيادات ورموز جماعة الإخوان المسلمين، أبرزهم القرضاوي الحامل للجنسيتين المصرية والقطرية، وجاء إصدار تلك النشرة بناء على طلب من السلطات المصرية.
وذكر القرار الذي نُشر على الموقع الإلكتروني الخاص بجهاز إنتربول الدولي، ومقره مدينة ليون الفرنسية، أن النشرة "جاءت بناء على طلب القضاء المصرى حيث إن القرضاوي مطلوب فى قضايا تحت التحقيق وقضايا صدر فيها حكم غيابي."
ومن بين التهم التى وضعت فى النشرة الحمراء بحق القرضاوى "الاتفاق والتحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد، ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة."
وأشار التقرير إلى أنه من يملك أي معلومات عن القرضاوي أن يراجع مركز الشرطة المحلية في منطقته.
وتعد قضية "هروب المساجين من سجن وادي النطرون"، المتهم فيها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و 130 آخرين، من أبرز القضايا التي وضع اسم القرضاوي فيها من بين المتهمين.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو منظمة غير حكومية تأسست في عام 2004، وتضم في عضويتها عدد كبير من علماء المسلمين من مختلف دول العالم.