تعاني مستشفي مدينة الشيخ زويد العام ومستشفي مدينة رفح العام، من تقصٍ في الأطباء والإمكانيات، فالمستشفياتين متشابهتين في تصميم المبني، والإهمال كذلك.
فتفتقر مستشفي الشيخ زويد لأطباء في تخصصات الباطنة والأطفال والأسنان، أما مستشفي رفح فلا يوجد فيها سوي تخصص الباطنة و النساء والجراحة، فنصيب أطفال رفح طبيب منتدب من مستشفي العريش العام لا يأتي سوي ثلاثة أيام فقط أسبوعيًا، فيما لا يتواجد في الثلاثة أيام سوي في فترة عمل العيادات الخارجية الصباحية.
أما باقي التخصصات كالجلدية والرمد والأنف وأذن والعظام وباقي تخصصات الطب فلا نصيب لأهالي المدينتين، حيث رصد مراسلنا في "شمال سيناء" عدد من المشكلات التي تعانيها مستشيات رفح والشيخ زويد.
ويذكر توجه محافظ شمال سيناء المعين من حكومة الانقلاب في جولة يتفقد فيها ما تم إنجازه من تجديدات بمستشفى العريش العام، قبل أيام قلائل، فيما لم يلق بالًا لما تفتقره المدينتين الآخرتين.
وبسؤال مراسلنا لأحد مواطنين مدينة الشيخ زويد علي حال مستشفي مدينته، فأجاب أنه خلال الـ 10 سنوات الماضية تم تجديد وتطوير مستشفي العريش العام ما يزيد عن خمس مرات، والتي تساوي في قيمتها عمل مستشفي كامل بأجهزته حسبما عبر المواطن، وقال: "بالنسبة لمستشفي الشيخ زويد لم يتم تجديد سوي قسم الكلى، أما الأقسام الأخري فتأكد تمامًا بأنك ستموت بمجرد دخولك إليها".
فيميز تصميم مستشفى رفح عن مستشفى الشيخ زويد مبنى تحت الإنشاء بجوار مستشفي رفح، كنوعٍ من التوسع في المستشفى وهو ما أثار السخرية والتساؤل لدي العاملين بمستشفي رفح وأهالي المدينة.
فيقول أحد الممرضين العاملين بالمستشفي رفض ذكر أسمه: "لا نعلم أين المرضي الذين يتوسعون في المباني لاستقبالهم ؟؟ فبعد انتهاء عمل العيادات الخارجية نادرًا ما يأتينا أحد، فالأهالي يعلمون أنه لا توجد إمكانيات طبية أو أدوية وأحيانا لا يوجد أطباء فلمن هذا المبني الجديد"، وأشار لتردد إشاعات عن كون المبنى لمستشفى عسكري، وليس للأهالي، وأن خدماتها ستقدم للجيش فقط.
فيما تسائل أحد المواطنين قائلًا: "يخرجوننا من بيوتنا ويبنون لنا مبني جديد لاستقبال مرضانا، أولا يعلمون أن هذا المبني هو داخل المنطقة العازلة فلمن يبنوه إذًا لنا أم لهم ؟؟".
وإن كانت المستشفيات ينقصها الكثير من التخصصات والمستلزمات فالوحدات الصحية بقري المدينتين حالهما أسوأ، فغالبية الوحدات الصحية لا يوجد فيها طبيب أو صيدلي، فيما يديرها كاتب الوحدة وفني يقوم ببعض التحاليل الطبية ويصف العلاج للمريض حسب ما اكتسب من خبرة، ونظرًا للحظر وللعمليات العسكرية، فيعجز الأهالي غالبًا عن التوجه للمستشفيات فلا يجدوا أمامهم سوي ما يصفه لهم فني التحاليل إن تمكنوا من الوصول له.
حيث يقول موظف بوحدة المهدية واصفًا الوضع في قريته: "يوجد طبيب بوحدتنا ولكن لا يوجد دواء، رغم أن الأدوية موجودة بمديرية الصحة بالعريش، ولكن عندما تقدمنا بطلبية للحصول علي الأدوية رفضت سيارات المديرية أن تنقل لنا الدواء، وقالت لنا الصيدلانية المسئولة بالمديرية هاتوا عربيتكم معاكم".
هذا وتوجه مراسلنا للإدارة الصحية، ليؤكد له بعض العاملين بها عن تعطل السيارة الخاصة بنقل الأدوية، حيث أشار أحد المواطنين أن رد الإدارة بالتحجج بتعطل السيارة هو ما فعلوه بقرية شبانة عندما قام الأهالي بجلب الدواء للوحدة الصحية، مضيفًا "لكن الأهالي عنا بالمهدية غلابة يكفيهم ما يعانوه من ويلات الحملات الأمنية".
وكانت تلك جولة سريعة لمراسلنا لمنشآت لطالما افتقدت جولات المسئولين بالمحافظة، لتظل مدينتي رفح والشيخ زويد خارج نطاق الخدمة أو قل خارج نطاق الوطن.