أفاد شهود عيان بأن طائرات حربية كثفت من طلعاتها، ظهر اليوم الخميس، في سماء طرابلس، واستهدفت موقعا بحي قصر بن غشير، جنوبي العاصمة، فيما قال مسؤول أمني إن الطائرات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وبحسب تصريحات لمسؤول بمديرية أمن قصر بن غشير، لـ"الأناضول" فإن طائرة تابعة لقوات حفتر قصفت موقعا بالحي، هو مقر لشركة تربية دواجن تابعة للدولة، وهو خالي من أي قطع عسكرية أو ذخائر".
وأكد ذات المسؤول، على عدم وقوع أي إصابات بشرية جراء القصف، مضيفا أن حي قصر بن غشير خلا من سكانه لأشهر بسبب ووقوعه بالقرب من مطار طرابلس الدولي حيث دارت اشتباكات مسلحة بين قوات فجر ليبيا وكتائب تابعة لمدينة الزنتان (غرب) في أغسطس الماضي.
وأضاف أن عودة السكان إلى حيهم لم تكتمل بسبب الأضرار الكبيرة بمساكنهم جراء الحرب، معتبرا أن استهداف طيران حفتر اليوم للحي سيزيد من تعقد مشاكل عودة السكان التي تسعى بلدية طرابلس جاهدة لوضع حلول لها.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من مصدر تابع لقوات حفتر على الفور، لكن ضباط مقربين من اللواء حفتر أكدوا في أوقات سابقة أنهم سيستهدفون أي موقع أو مبنى تستغله قوات فجر ليبيا لتخزين أسلحتها وذخائرها.
وعلى مدار اليومين الماضيين قصفت طائرات تابعة لحفتر، مدينة زوارة الحدودية، غربي ليبيا، مما أسفر عن سقوط 9 قتلى وأكثر من 20 جريحًا، حسب تصريحات سابقة أدلى بها حافظ بن ساسي، رئيس بلدية زوارة، لـ"الأناضول".
من جهة أخرى، لا تزال المواجهات المسلحة تدور في محيط معسكري "الوطية" و"العسة" القريبين من الحدود الليبية التونسية منذ أيام بين قوات حفتر وقوات "فجر ليبيا".
وكانت طائرات تابعة لقوات حفتر قد استهدفت مواقع في طرابلس وغريان وزوارة وغيرها من مدن غرب ليبيا خلال الأيام الماضية، قال عسكريون مقربون من حفتر إنها مواقع بها مخازن للذخيرة وآليات عسكرية تابعة لقوات "فجر ليبيا".
وتعاني ليبيا صراعاً مسلحًا دموياً في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: "برلمان طبرق"والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه.
أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب)، ويدعمه الثوار والكتائب الاسلامية.
ويتهم الإسلاميون في ليبيا، فريق برلمان طبرق بدعم ما تسمى بعملية "الكرامة" التي يقودها حفتر منذ مايو الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش.