حذرت منظمات المجتمع المدني، المشاركة كمراقب في أعمال المؤتمر الوزاري للدول الأعضاء في "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، التي انطلقت اليوم الخميس وتنتهي غدا الخميس، من تصاعد "العنصرية" في البلدان أعضاء المنظمة.
وطبقا للأناضول وجهت المنظمات، رسالة إلى وزراء الخارجية المشاركين في أعمال الدورة الحادية والعشرين بالمنعقدة بمدينة بازل السويسرية (شمال غرب)، قالت فيها إن "ارتفاع التعصب والتمييز وجرائم الكراهية ضد الأقليات الدينية، لاسيما المسلمين في دول المنظمة، تشكل خطرا كبيرا على الأمن وتتطلب استجابة منسقة منها".
وصاغ تحالف المنظمات، توصياته التي حملت عنوان "إعلان بازل"، بعد يومين من المشاورات حول التحديات التي تواجه المجتمعات في الدول الأعضاء بالمنظمة، حيث أكدت المنظمات "تفشي مظاهر العنصرية والعداء للأجانب (مقيمون ولاجئون) والتمييز والقمع ضد الأقليات الدينية والعرقية والفئات المجتمعية المهمشة".
وأعربت المنظمات في إعلانها، عن استنكارها لهذه الممارسات المتفشية في دول المنظمة، على الرغم من أن ميثاق باريس لأوروبا الجديدة الصادر في العام 1990 قد شدد على اعتزام الدول الأوروبية مكافحة "جميع أشكال العنصرية والعرقية الكراهية ومعاداة السامية وكراهية الأجانب والتمييز ضد أي شخص وكذلك الاضطهاد لأسباب دينية وعقائدية".
وانتقدت المنظمات "اعتماد بعض الدول الأعضاء قوانين تمييزية جديدة وعدم التحرك ضد الممارسات التمييزية، ما يشكل انتهاك مبدأ أساسي من مبادئ عدم التمييز المنصوص عليها في المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان والالتزامات المنصوص عليها في منظمة الأمن والتعاون".
كما تُحَولُ هذه القرارات، وفق الإعلان، توجهات العنصرية الى "حكم الأمر الواقع، بل تتفاقم المشكلة أكثر نتيجة عدم التحقيق الكافي في مثل هذه الجرائم وعدم تقديم الجناة إلى العدالة، ما يخلق جوًا من الإفلات من العقاب واستباحة هذه الممارسات العنصرية".
وشدد "إعلان بازل" على ضرورة عدم السماح بأن يتحول المهاجرون واللاجئون والأقليات الدينية في دول المنظمة الى "كبش فداء جديدة"، ما يستدعي ضرورة إنشاء منظومة تعليم تنشر في المؤسسات التعليمية لدول المنظمة تناقش قيمة التنوع واحترام حقوق الإنسان للجميع الحقوق.
كما نوه الإعلان، على ضرورة معالجة "ظاهرة انتشار الكراهية للإسلام"، وغيره من ديانات الأقليات في أغلب الدول الأعضاء.
ومن المتوقع أن يركز المؤتمر على مشكلة أوكرانيا بصفة أساسية، فضلا عن التحديات التي تواجه دول المنظمة جراء الأوضاع غير المستقرة في الشرق الأوسط إلى جانب وضع برنامج عمل المنظمة خلال العام القادم، حيث ستتسلم صربيا رئاسة المنظمة من سويسرا.
جدير بالذكر أن منظمة "الأمن والتعاون في أوروبا" تأسست العام 1975 وتضم في عضويتها جميع الدول الأوروبية وتركيا وروسيا ودول وسط آسيا والولايات المتحدة الأمريكية، كما ترتبط باتفاقيات شراكة مع كل من مصر وتونس والجزائر والمغرب والأردن، وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاندا واستراليا.