أعرب الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، الأربعاء، عن استعداد بلاده لتكثيف العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في العراق، وأعلن أنه يسعى لإنشاء صندوق دولي لدعم تنمية المناطق التي ستحرر من قبضة التنظيم المتشدد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده الرئيس الفرنسي، مساء الأربعاء، بقصر الإليزيه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي وصل باريس في زيارة لساعات على رأس وفد يضم وزراء الدفاع والخارجية والهجرة، وقائد القوات الجوية العراقية.
وقال أولاند إن "فرنسا مستعدة لتكثيف العمليات العسكرية في العراق، وطائراتها المتمركزة في الأردن ستقدم المساعدة العسكرية بسرعة بالتعاون مع الائتلاف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن بلاده "تدعم العراق عسكريًا وماليًا وإنسانيًا"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلن أيضًا أنه "يعمل على إنشاء صندوق دولي لدعم تنمية المناطق العراقية التي ستحرر (من سيطرة تنظيم "داعش") لبدء عملية البناء بعد نجاح العمليات العسكرية".
وتطرق إلى الملف السوري، وقال إنه "ينبغي تضافر الجهود لمقاتلة داعش".
وأوضح أولاند أن اللقاء يأتي استكمالاً للزيارة التي قام بها إلى العراق في سبتمبر الماضي، بهدف تحقيق المصالحة في العراق، مشيدًا بالإنجازات العسكرية والسياسية للحكومة العراقية عبر تحقيق المصالحة وإدماج العشائر السنية.
من جهته، قال العبادي إن "القوات العسكرية العراقية تتقدم بشكل كبير على الأرض"، مضيفًا: "اليوم تحركنا إلى الشمال وفتحنا طريقًا رئيسًا بين بغداد ونينوى (شمالي العراق) ونتحرك لتحرير كافة المناطق".
وبالنسبة لإعمار المناطق التي دمرها "داعش"، اعتبر العبادي أنها بادرة مهمة، مشيرًا إلى أن المناطق المحررة تجد مشكلة في إعمارها، كما أن الموازنة العراقية تتعرض لهزات كبيرة وتحتاج للمساعدة في الإعمار بعد القضاء على الإرهاب.
وبشأن العلاقات مع فرنسا، أشار العبادي إلى أنها "استراتيجية"، خاصة أن "فرنسا تسهم في العمل العسكري إسهامًا فعالًا، كما تعمل طائرات استطلاعها على وضع وتحديد خارطة العدو"، في إشارة الى "داعش".
والأسبوع الماضي، وصلت 3 مقاتلات فرنسية طراز "ميراج" إلى الأردن، حسب وزارة الدفاع الفرنسية، فيما ينتظر وصول 3 طائرات أخرى خلال الأيام المقبلة، فيما يرى مراقبون أن إرسال طائرات إلى الأردن، سيزيد عدد الطلعات الفرنسية في العراق، ويخفض التكاليف.
ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع لـ "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وأعلن في يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة".