نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في صفحة الرأي مقالاً للكاتب جوناثان ليتيل بعنوان "رفض أمريكا وبريطانيا التفاوض مع خاطفي مواطنيهما جرهما للمشاركة في الحرب".
وقال كاتب المقال وهو روائي وصحافي عمل في بداية عام 2000 مع منظمة أطباء بلا حدود لإطلاق سراح العديد من المختطفين في شمال القوقاز: "بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فإن الخسارة السياسية جراء مقتل مواطنيهما الذين اختطفوا وكانوا رهائن أكبر بكثير من أي فدية".
وألقى ليتيل الضوء في مقاله على تقرير نشرته صحيفة "النيويورك تايمز" فصلت فيه السياسة التي تتبعها كل دولة تجاه دفع أي فدية لتنظيم الدولة الإسلامية مقابل الإفراج عن مواطنيها سواء كانوا صحافيين أو عمال إغاثة أو مواطنين عاديين.
وأشار المقال إلى أن سياسة أمريكا وبريطانيا تجاه دفع الفدية تتمثل بعدم التفاوض مع الخاطفين والامتناع عن دفع أي فدية لهم لأن ذلك سيساهم بنظرهما بتمويل الإرهاب".
وأضاف ليتيل أن الكثير من الدول الأخرى كفرنسا تدفع الفدى لتحرير مواطنيها لأنها "تعتبر نفسها ملزمة أخلاقيًا بحماية مواطنيها".
فيما تعتبر بريطانيا وأمريكا أن الامتناع عن دفع الفدى المالية للخاطفين من تنظيم "الدولة" يشجعهم على عدم اختطاف آخرين، بحسب الجارديان.
ونبه كاتب المقال بأن هناك نفاقًا قويًا من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا تجاه سياسة التعامل مع خاطفي مواطنيهما، فعلى سبيل المثال قبلت واشنطن الإفراج عن 5 معتقلين من قادة حركة طالبان من معتقل جوانتانامو مقابل الإفراج عن جندي أمريكي كان محتجزًا لدى حركة طالبان الأفغانية منذ نحو خمس سنوات.
ولفت ليتيل إلى أن بريطانيا لم تطبق سياستها حين كلفت الروسي بوريس بيروسوفيسكي بدفع فدية تقدر بـ1.5 مليون دولار أمريكي مقابل الإفراج عن عاملي إغاثة بريطانيين اختطفا في الشيشان.
وختم ليتيل المقال قائلًا: إن تنظيم الدولة الإسلامية يعلم بسياسة أمريكا وبريطانيا المتبعة في حال وقوع مواطنيهما بأيدي التنظيم، وهو عدم الرضوخ والامتناع عن دفع أي فدية، إلا أنه كان يسعى لرؤية ردة فعلهما