أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، أنها لم تعترف بـ "اتفاق التحالف والشراكة الاستراتيجية"، بين روسيا وجمهورية أبخازيا ذاتية الحكم، التي أعلن انفصالها عن جورجيا من جانب واحد.
وذكر بيان صدر عن "يفغين بيريبينيس" الناطق باسم الخارجية الأوكرانية، الثلاثاء، "ندين هذا الاتفاق، ولن نعترف به"، مضيفًا "وهذا الاتفاق يعني أن روسيا غضت الطرف عن القانون الدولي، بل هذا الاتفاق بمثابة استفزاز من شأنه زعزعة الاستقرار في منطقة البحر الأسود، ويشكل تهديدًا كبيرًا للاستقرار والأمن في القارة الأوروبية"، حسب "رويترز".
وتابع البيان: "أوكرانيا التي اكتوت بهجمات روسيا، تدعم بشدة وحدة الأراضي الجورجية وسيادتها"، مناشدًا المجتمع الدولي "اتخاذ خطوات حاسمة من أجل عدم السماح لروسيا بانتهاك القانون الدولي ونظام الأمن العالمي من الآن فصاعدًا".
وأضاف المسئول الأوكراني، في شأن آخر، أن روسيا تواصل دعمها للانفصاليين الموالين لها بمدن شرق أوكرانيا، وأنها مستمرة في إرسال المعدات العسكرية للمنطقة بهدف دعمهم، مشيرًا إلى أن الـ24 ساعة الأخيرة، شهدت دخول 85 مركبة عسكرية من بينها 6 عربات مدرعة، إلى مدينة "لوهانسيك" عبر الأراضي الروسية.
وزعم "بيريبينيس" أن هذه المركبات العسكرية "تحمل على متنها جنودًا وذخيرة"، هذا في الوقت الذي أشار فيه مسئولون آخرون إلى أن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الأخيرة 36 مرة.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية "راول هاجيمبا"، عقب لقاء جمعهما في مدينة سوتشي الروسية، الاثنين، اتفاق تعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.
وينص الاتفاق على أن أي هجوم يتعرض له أحد الطرفين من قبل دولة أو مجموعة يعد هجومًا على الطرف الآخر، وعليه يقوم بتأمين كافة أشكال الدعم من ضمنها القوة العسكرية، فيما سيشكل جيشًا روسيًا وأبخازيًا "اتحاد دفاع مشترك" في غضون فترة لا تتجاوز العام، كما سيقوم الجانب الروسي بتطوير الجيش الأبخازي والتكفل بكافة مصاريفه خلال فترة لا تتعدى 3 سنوات، وستقدم روسيا لأبخازيا دعمًا تقنيًا خلال سنتين من أجل "حماية حدود أبخازيا مع جورجيا"، حيث سيحمي الحدود وحدات روسية وأبخازية مشتركة.
كما يتضمن الاتفاق تقديم روسيا دعمًا ماليًا لأبخازيا من أجل رفع الرواتب، وتسهيل إجراءات حصول الأبخازيين على الجنسية الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن أبخازيا سعت للاستقلال عن جورجيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد وصل تدهور العلاقات بين جورجيا وأبخازيا إلى قمته في عام ١٩٩٠، وأدى إلى نزاعات مسلحة خلفت وراءها ٢٠ ألف قتيل، وفي عام ١٩٩٤ تبنّت أبخازيا دستورها الخاص وأعلنت استقلالها عن جورجيا، كما أن استفتاء في عام ١٩٩٩ دعّم إقامة الدولة ولم يوافق عليه المجتمع الدولي.