قالت مصادر قضائية ليبية، اليوم الاثنين، إن الغموض يحيط بمصير سيف القذافي، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، والمحتجز في مدينة الزنتان، حيث يحاكم بعدة تهم بينها محاولة "إجهاض" ثورة 17 فبراير التي أنهت حكم والده.
وأضافت المصادر، لوكالة الأناضول، مفضلة عدم ذكر اسمها، إن محكمة الزنتان مغلقة منذ فترة عندما غادر قضاتها المدينة إثر اندلاع المواجهات المسلحة بين كتائبها وقوات "فجر ليبيا" في المناطق المحيطة بها.
وحول إمكانية نقل نجل القذافي إلى طرابلس، قال "طلبنا نقله الى أي جهة أخرى غير الزنتان والمدن المتوترة عن طريق أي جهة دولية محايدة، لكن مقاتلي الزنتان لا يتجاوبون ولا يريدون الحديث عن سيف مما يجعل القضاء قلق بالفعل على مصير نجل القذافي وسط منطقة تشتغل فيها الحروب ويموت فيها الأبرياء بلا ذنب فكيف بنجل القذافي المتهم والمطلوب دوليا؟".
من جهته قال "الصديق الصور"، مدير قسم التحقيقات بمكتب النائب العام، إن محاكمة نجل القذافي عن طريق الدائرة المغلقة من خلال ربط قاعة المحكمة بطرابلس بسجنه بالزنتان اضطر إليها القضاء الليبي بسبب صعوبات نقله إلى طرابلس.
ومضى قائلا إن هذه الصعوبات استدعت تعديل المادتين (241 و 243) من قانون الإجراءات الجنائية الليبي بإضافة فقرات تسمح بمحاكمة سيف عن طريق الدوائر المغلقة .
يشار الى أن الزنتان (160 كم غرب العاصمة طرابلس) تخوض منذ قرابة الشهر معارك مع قوات "فجر ليبيا" التي تحاصرها من عدة محاور ككلة جنوبا وغريان شرقا وجادو شمالا، أسفرت عن نزوح عشرات الأسر من داخل المدينة ومقتل وجرح العشرات جراء القتال المستعر حولها.
وانسحبت قوات الزنتان، المكونة من لوائي الصواعق والقعقاع، من طرابلس في أغسطس الماضــي بعد انكــسارها أمام قوات "فجر ليبيا" في قتال دام لأكثر من شـــهر حـــول مطار طرابلس الدولي.
وألقت كتيبة تابعة لمدينة الزنتان القبض على سيف القذافي في صحراء ليبيا في نوفمبر2011 لينقل إلى سجن بالزنتان قبل أن يظهر في أولى جلسات محاكمته بذات المدينة في الثاني من مايو 2013 بتهم "المساس بالأمن القومي والمشاركة في "إجـــهاض" ثورة 17 فبراير 2011 إبان اندلاعها.
وكانت محكمة استئناف طرابلس أعلنت في الثاني من نوفمبر الجاري تغيب نجل القذافي عن جلسة محاكمته المقررة في ذات اليوم بسبب تعذر التواصل بالجهات القضائية في الزنتان لربط الدائرة المغلقة في قاعة المحكمة في طرابلس.
وأعلن القضاة حينها عن امكانية اتخاذ إجراءات استثنائية بشأن محاكمة نجل القذافي دون أن تكشف عن تفاصيلها، لكن مسؤولين تحدثوا للأناضول حينها عن أن "إمكانية نقل نجل القذافي إلى طرابلس واردة بسبب الخوف على سلامته فلم يعد من المقبول بقاءه في منطقة متوترة كالزنتان".