أعرب الهلال الأحمر الليبي، اليوم الجمعة، عن قلقه إزاء دفع سكان مدنيين في بنغازي، شرقي البلاد، ثمنا باهظا للعنف المستمر في المدينة منذ فترة.
وقال، في بيان صحفي اليوم، "الوصول للضحايا أصبح أمرا صعبا جدا ونحن قلقون من دفع سكان مدنيين ثمنا باهظا للعنف"، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف البيان: "لكننا فخورون بكوننا نشطون للتجاوب مع حالات الطوارئ ونعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية بتعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي سلمت الأربعاء الماضي أدوات تجبير العظام وجراحية وأكياس حفظ الجثث وأدوات وقائية لمركز بنغازي الطبي (حكومي)".
ونقل البيان عن عمر اجعودة، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الليبي، إن "الهلال الأحمر الليبي بات الوحيد الذي يحظى بثقة مختلف أطراف النزاع في ليبيا لبقائه على الحياد طيلة فترة النزاع؛ حيث قام منتسبوه ومتطوعوه بجهد إنساني بالغ الأهمية والخطورة من خلال عمليات إجلاء العالقين وانتشال القتلى وإسعاف الجرحى وإيواء النازحين وتوفير ممرات أمنة".
ووفق اجعودة، فإن "متطوعو الهلال الأحمر الليبي يخاطرون بحياتهم من أجل مساعدة المحتاجين"، لافتا إلى تعاون المنظمة الليبية غير الحكومية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"الوصول لأكبر عدد من الضحايا".
وطالب المسؤول في الهلال الأحمر الليبي كافة أطراف النزاع في بنغازي بـ"احترام وحماية متطوعي الهلال الأحمر وسيارات الإسعاف الخاصة به والسماح لفرقه للوصول بحرية" إلى الضحايا.
وفي ختام البيان، أكد الهلال الأحمر الليبي أنه واللجنة الدولية للصليب الأحمر "منظمتين مستقلتين ومحايدتين تنتميان للعائلة الإنسانية العالمية لحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر".
وتشهد مدينة بنغازي منذ منتصف الشهر الماضي، اشتباكات مسلحة في عدة مناطق بين قوات رئاسة أركان الجيش الليبي القادم بعضها من شرق ليبيا، مدعومة بمسلحين مدنيين من أحياء المدينة من جهة، وبين أفراد تنظيم أنصار الشريعة وكتائب الثوار الإسلامية المتحالفة في جسم يعرف بمجلس شورى الثوار من جهة أخرى.
وبدأت تلك الاشتباكات بالتزامن مع دعوات لتظاهرات مسلحة أطلق عليها "انتفاضة 15 أكتوبر،" كانت حكومة عبدالله الثني (المنبثقة عن البرلمان المعترف به دولياً) قد أعلنت دعمها لها، لكنها دعت المواطنين لالتزام السلمية، كما دعمها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مطلقاً تحذيرات في تصريحات تلفزيونية بتطهير بنغازي من "الجماعات المتطرفة"، فيما حذر "مجلس شورى الثوار" أنه سيتصدى لهذا الحراك بكل قوة.