تناولت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، الهجوم على الكنيس اليهودي في القدس تحت عنوان "يجب ألا يؤدي الهجوم إلى حرب مقدسة".
وتتخوف الصحيفة من تحول الصراع بين اليهود والفلسطينيين إلى حرب مقدسة، وكذلك أن تصبح القدس خط المواجهة في مثل هذه المعركة، إذ ستتحول المواجهة بين الطرفين من حرب شوارع في حال تكررت حادثة الكنيس اليهودي الثلاثاء.
واعتبرت الصحيفة قتل المصلين اليهود داخل الكنيس "جريمة"وأمرًا مروعًا ، لذا يتوجب الآن على القادة الإسرائيليين والفلسطينيين العمل على منع تحول الصراع بينهما إلى معركة المسلمين ضد اليهود، لأن الحروب الدينية لا يمكن حلها، على حد قولها.
وأوضحت الجارديان أن جميع الناس وعلى اختلاف دياناتهم يرون أن الهجوم على المصلين في الكنيس اليهودي وقتل 4 منهم باستخدام المسدسات والسكاكين والسواطير يعتبر أمرًا غير مقبول، فأي دور للعبادة تعتبر مكانًا مقدسًا، بحسب ما هو متعارف عليه عالميًا.
وختمت الصحيفة بالقول إن ما نتحدث عنه اليوم مجرد مخاوف، لا يمكن دحرها إلا بوجود قيادة سياسية جديدة.
ورأت أن على الجانب الفلسطيني العمل على منع الوسائل الإعلامية التابعة للسلطة الفلسطينية من التحريض على العنف، بحسب الجارديان.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو فشل في إعطاء الفلسطينيين أي نوع من الأفق السياسي، إذ إنه لم يظهر لهم أي طريق قد يتوصلون من خلاله للاستقلال أو حتى وضع حد للاحتلال.
ورأت الصحيفة أنه في غياب مثل هذا المسار السياسي، فإن العنف يتنامى.
"انتفاضة جديدة"
ونقرأ في صحيفة التايمز البريطانية تحليلاً لكاثرين فيليب بعنوان "العنف من دون قيادة، يصعب إيقافه".وتساءلت كاثرين إن كنا سنشهد انتفاضة جديدة؟
وقالت إنه في حال اندلاع الانتفاضة الثالثة للفلسطينيين فإنها بلا شك ستكون مختلفة عن سابقاتها، مضيفة أنه لا يمكن نسيان صور الانتفاضة الأولى التي تمثلت في رمي الفلسطينيين الحجارة على الجنود "الإسرائيليين" في الضفة الغربية وغزة والتي واكبها موجة من العنف إلى أن انتهت بتوقيع معاهدة أوسلو في عام 1993.
ورأت كاثرين أن الانتفاضة الأولى كانت "عفوية".
أما الانتفاضة الثانية بحسب كاتبة التحليل فكانت عبارة عن حملة منظمة من العنف والانتحاريين في عام 2000، إذ شن الجانب الفلسطيني هجمات على المدنيين "الإسرائيليين" في الباصات والمقاهي بعد تسللهم إلى العمق "الإسرائيلي"، أما اليوم فإن الجدار العازل كفيل بمنع حدوث مثل هذه الحوادث إذ لا يسمح إلا لبعض الفلسطينيين بعبوره.
وأشارت كاثرين إلى أن عددًا قليلاً من الفلسطينيين يعملون في المستوطنات "الإسرائيلية" اليوم، كما أن السلطة الفلسطينية متعاونة مع إسرائيل لضمان الأمن في الأراضي المحتلة.
وأضافت أنه لا يوجد على الساحة شخصية تنظم قيام انتفاضة ثالثة قادرة على توحيد الشعب الفلسطيني مثل رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات خلال الانتفاضة الثانية، إلا أن العديد من الشبان الفلسطينيين يصفون ما يحصل اليوم بأنه انتفاضة جديدة.
ووصفت كاتبة التحليل الانتفاضة الثالثة التي يراها هؤلاء الشباب بأنها بلا قيادة وناتجة عن الإحباط والغضب الشديدين.
ونقلت كاثرين عن بعض الخبراء الأمنيين قولهم إن هذا النوع الجديد من الانتفاضة الذي استخدم فيه السكاكين والسواطير والمفكات التي تستخدم في حياتنا بشكل يومي، تعتبر من أكثر الانتفاضات تحديًا لأن ما من أحد يعلم متى وأين ستشن مثل هذه الاعتداءات، كما أنه لا وجود لقيادة نحملها مسؤولية ما يحصل أو نتواصل معها في محاولة لإنهائها.