وجه المعتقل محمد سلطان – أقدم المضربين عن الطعام بسجون الانقلاب وعلى مستوى العالم – برسالة من محبسه قال فيها إن يومَ ميلاده السابع والعشرين يمر عليه في السجن، ليكون ثانيَ يوم ميلادٍ يمر عليه منذ اعتقاله في أغسطس من العام الماضي.
وقال سلطان في الرسالة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز: إن يوم ميلاده يأتي، وقد أكمل مائتين وتسعين يومًا من الإضراب، خسر خلالها نحو ثمانية وستين كيلو جرامًا من وزنه. وأضاف سلطان أن ثمة عذابًا نفسيًا غير العقاب البدني، يتمثل في أنه معتقل إلى أجل غير مسمى دون أن يدري سببًا لاعتقاله أو موعدًا لانتهائه.
يستعيد سلطان – في رسالته – ذكريات 10 أعوام مضت من حياته مؤخرًا، وتحديدًا حينما كان في فريق كرة السلة، مستعيدًا ذكريات ذلك اليوم الذي جاء فيه متأخرًا إلى تدريب فريق كرة السلة، وكان يزن حينها 150 كيلوجرامًا وهو يدرس في المدرسة الثانوية. ويقول سلطان: "في هذا اليوم نظر لي المدرب سلابي وأنا أدخل صالة الألعاب، وبدون أن يمنحني فرصة شرح أسباب تأخري، حرك إصبعه السبابة على هيئة دوائر في الهواء وطلب مني أن أركض حول الملعب".
يقول سلطان إنه «كان راضيًا عن العقاب، ولكن ما لم يكن موافقًا عليه هو إصرار المدرب على إدارة إصبعه عندما سأله سلطان واستمر في سؤاله (كم عدد الدورات أيها المدرب؟)»
يوضح سلطان أنه شعر في هذا اليوم أنه تلقى العقاب الأسوأ، وأنه كان سيركض 100 دورة هذا اليوم إذا كان المدرب أخبره عدد الدورات الذي يجب أن يركضها، ولكن العقوبة النفسية لسلطان ليست أقل من التعذيب، بحسب قوله.
في ذلك اليوم ركض سلطان 29 دورة حول ملعب كرة السلة، ولكنه شعر أن كل دورة هي الأخيرة، وبحلول الوقت عندما تذكر المدرب أن يخبره بالتوقف كان سلطان مستنزفًا عقليًا وجسديًا.
يقول «سلطان» إنه يتذكر هذه القصة في عيد ميلاده الـ27 ، والثاني في السجن، وبعد أن أنهى 290 يومًا من الإضراب عن الطعام. أخف وزنًا بـ 150 كيلوجرامًا وبعد مرور 10 سنوات، يجلس في زنزانة تحت الأرض متأملًا في موسم كرة السلة هذا وصلته بظروفه الحالية.
يضيف سلطان: «لقد فقدت إحساس الجوع، وأفقد الوعي في كثير من الأحيان»، فم سلطان يمتليء بالدماء بشكل شبه يومي، وأصبح الألم الجسدي هو القاعدة، وأصبح جسده مصاب بالخدر وهو يأكل نفسه.
يتذكر سلطان موسم كرة السلة، فيقول إنه في هذا العام توقف عن تدخين الشيشة وفقد 30 كيلوجرامًا، وعمل بجهد إضافي كل تدريب، ومع نهاية العام كان في المنتخب المدرسي لكرة السلة مع زملائه.
كما يقول إنه أدرك أنه في اليوم الذي قرر المدرب عقابه، كان يريد أن يمتحن قوته الذهنية، وقوة تحمله، مضيفًا أن المدرب استمر على هذه الطريقة فيما تبقى من الموسم، وكان سلطان يصبح لاعب كرة سلة أفضل، وأن قوته الذهنية غرست من خلال هذه الاختبارات لثقته في أن سلابي يصنع منه لاعبًا أفضل.
وواصل "سلطان" حديثه، قائلاً: إنه لم يتمكن من منع سقوط دموعه عندما فكر في ضعفه وعجزه عن الثقة الكاملة في حكمة الله كما وثق في سلابي، مؤكدًا عدم وجود مقارنة، فهذا الاختبار الذي يمر به أكثر شدة وألمًا «ولكن كما جعلني السابق أقوى، هذا أيضًا كان يجعلني أقوى».
يستكمل سلطان: "كما كان يتم إعدادي لأكون لاعب كرة سلة أفضل، كان يشكلني الله لأكون إنسانًا أكثر حكمة، وقائدَا أكثر تأثيرًا، وداعيًا أقوى للحرية والسلام». مستعينًا بكلمات والده «اكْرَهْ كل لحظة تدريب ولكن حِبَّ واعتز بكل ثانية انتصار".
يقول سلطان: "هناك بصيص من التفاؤل أضاء قلبي. هذا الشيء المتعلق بأعياد الميلاد والذكرى السنوية وبداية الأعوام وغيرها، هذه الأمور تلهم بانعكاسات الماضي، والأفكار والمشاعر حول الهدف والأولويات والخطط والمستقبل والأمل".
يختتم سلطان رسالته بالقول: "مسحت دموعي، وعندما بدأت في الاستعداد لصلاة القيام لشكر الله على جميع نعمه، ابتسمت وتذكرت ما قلته لنفسي منذ 10 سنوات أثناء الدورة 29: (لهذا نهاية).
يذكر أن يوم ميلاد سلطان السابع والعشرين، أول أمس الأحد، تزامن مع نظر قضيته في محكمة الجنايات بمعهد أمناء طرة، وحرص المتهمون على تهنئته خلال وجوده على سريره الطبي بالقفص الزجاجي.