قد يرى البعض أن الزيارة التي قامت بها البعثة التجارية الأمريكية إلى القاهرة تمثل دفعة قوية لنظام قائد الانقلاب "السيسي"، لكنها في الوقت ذاته واجهت انتقادتٍ حقوقية ودولية؛ لأنها أغفلت سجل حقوق الإنسان المتدهور في مصر، بل شكَّك بعض خبراء الاقتصاد من جدوى هذه الخطوة، وتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد المصري.
السطور التالية تستعرض أبرز ما قاله الإعلام الغربي عن الزيارة:
قالت شبكة "بلومبرج"الأمريكية المتخصصة في شئون الاقتصاد والأعمال "إن وصول البعثة التجارية الأمريكية، المكونة من ممثلين عن أكثر من 60 شركة عالمية مختلفة، إلى القاهرة، أثارت حفيظة نشطاء حقوق الإنسان، الذين يُحمِّلون "قائد الانقلاب العسكري (السيسي)" مسئولية حملات قمع الحريات وملاحقة المعارضة السياسية".
ونقلت الشبكة عن سارة واتسون – مدير "هيومان رايتس ووتش" بالشرق الأوسط – قولها: "إن هذه الزيارة تثير القلق للغاية؛ لأن "حكومة الانقلاب" المصرية فى حاجة لهذا الدعم الدولي؛ لإثبات أن الأمور تسير على ما يرام بمصر".
وقال مايكل حنا – الباحث في مؤسسة "سينشري"-: "إن الزيارة تعكس الجهود الأمريكية لإعادة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها، حيث ترغب مصر فى بناء علاقة على أساس اقتصادي"، لكنه استبعد "استمرار الوضع على هذا الأساس".
وعلى حساب "ستيفن كوك" – الخبير بمجلس العلاقات الخارجية – علق الباحث الأمريكي على "تويتر" قائلاً: "غرفة التجارة الأمريكية تزعم أن الأمر يتعلق بـ "الاقتصاد" وليس "السياسة"، لكن ذلك إما أن يكون "محض استخفاف" أو "جهل"، فكل ما يتعلق بـ"حكومة الانقلاب" المصرية يختص بالسياسة"، وتساءل عما إذا كانت الغرفة الأمريكية تعرف أن أي شخص يمكن أن يتعرض للاعتقال لمجرد أنه استفز الحكومة المصرية".
وقال موقع "ميدل إيست آي"البريطاني: "من الممكن النظر إلى زيارة البعثة التجارية الأمريكية للقاهرة على أنها دليلٌ على رأب الصدع بين البلدين بعد أن خفضت الولايات المتحدة بعضًا من مساعداتها السنوية 1.5 مليار دولار لمصر، بعد استيلاء الجيش على السلطة"..
لكن برغم هذه المؤشرات الإيجابية – حسب الموقع البريطاني – لا يزال المحللون يشككون في إحداث تحول خطير في الاقتصاد المصري، مشيرين إلى الحاجة لمزيد من الاستقرار السياسي في البلاد، حيث قال محمد أبو باشا، الخبير الاقتصادي في مجموعة "هيرمس المالية" "إن البعثة الأمريكية لم تأت للاستثمار لكن لاستكشاف فرص الاستثمار"، مشيرًا إلى "أنه لا يزال مبكرًا للغاية تحديد الاستثمارات الأجنبية القادمة إلى مصر".
وأضاف الموقع: "تأتي المصالحة الصامتة بين الولايات المتحدة ومصر – رغم سلسلة التصريحات الأمريكية التي أدانت سجل حقوق الإنسان في مصر خلال مراجعة "حقوق الإنسان" في الجمعية العمومية للأمم المتحدة".
كما أوضح موقع "جاكرتا بوست"أن زيارة البعثة الأمريكية عُقِدت في الوقت الخاطئ بموازاةحملة "حكومة الانقلاب" المصرية ضد الحريات، حيث تزامنت الزيارة مع قرب انتهاء المهلة الممنوحة للمنظمات المدنية لتوفيق أوضاعها بموجب قانون مقيد لعملها – تمت صياغته في عهد مبارك – أو التعرض للملاحقة القضائية، أو التوقف عن العمل".
من جانبه غرَّد كينيث روث – المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش – على تويتر، قائلاً: "تعاني مصر من القمع الوحشي منذ عقود، لكن جون كيري مشغول بالترويج في الولايات المتحدة للعمل هناك".
وفي مقابل هذه الانتقادات، صرح إيدي فاسكيز – المتحدث باسم مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية – قائلاً: "إن قلق الولايات المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان بمصر، والقيود المفروضة على الحريات ومنظمات المجتمع المدنيما زال موجودًا، ولازلنا نتواصل مع الحكومة المصرية حول هذه القضايا".
بينما قال خوش تشوكسي – نائب رئيس غرفة التجارة الأمريكية لشئون الشرق الأوسط -: "إن توقيت الزيارة لا يعني منح الإشارات الإيجابية إلى الحكومة لمجتمع الأعمال".