أكد الدكتور محمد حكمت وليد، المراقب الجديد لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أن "موقفهم من التحالف الدولي وتنظيم (داعش) واضح جدًا، وهو أن أي عمل عسكري لا يبدأ بالنظام، لا يخدم الثورة بالدرجة الأولى".
جاء ذلك في حوار مع وكالة الأناضول، أوضح فيه أن "موقفهم أصدروه في بيانات رسمية سابقة، وما يحدث على الأرض يؤكد وجهة نظرهم التي طرحوها، وهي أي عمل عسكري للتحالف لا يبدأ بالنظام، فهو لا يخدم الثورة بالدرجة الأولى، مع أنهم لا يفرقون بين النظام وبين تنظيم داعش"، على حد تعبيره.
من جانب آخر، نفى وليد الاتهامات التي تطال الحركة بعسكرتها للحراك في سوريا، مشددًا على أن "انتقال الثورة من السلمية إلى العسكرة كان بفعل النظام، وطريقة مواجهته للمظاهرات السلمية، مما جعل الناس يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم فقط، وهذه حقيقة يعرفها الجميع عن الثورة السورية".
وأشار المراقب العام السوري الجديد إلى أنه "قدم استقالته من رئاسة حزب (وعد)، لأن النظام الداخلي لا يسمح الجمع بين الاثنين، وهذا هو الأمر الطبيعي".
وأكد على أن "الحزب مستقل تمامًا عن الجماعة، وله سياساته الخاصة، ولا يعتبر غطاء للجماعة، وإنما الجماعة شاركت في تأسيسه مع أطياف أخرى".
وحول عملية الانتخابات التي جرت في الجماعة، واختياره مراقبًا عامًا جديدًا، نفى وليد "الأنباء عن أن الانتخابات لم تفرز دماء شابة في قيادة الجماعة"، مستشهدا بأن "أقوى مثال على تثبيت دور الشباب في الجماعة، هو انتخاب حسام الغضبان، مسئول مكتب الشباب سابقا، نائبًا للمراقب العام".
واعتبر وليد أيضًا أن "المرحلة الحالية جدًا حساسة للجماعة على جميع المستويات الداخلية والخارجية، وأنه لا بد من آليات وسياسات جديدة تناسب المرحلة، من أجل الخروج بأقل الخسائر، لأن استحقاق الثورة هو أهم استحقاق تعمل الجماعة عليه، ويتطلب جهدا مضاعفًا في جميع المجالات".
وحول إصرار الجماعة على التمسك برئيس الحكومة المقال أحمد طعمة لتشكيل حكومة جديدة، أوضح أن ذلك "لا يعني أنهم مهيمنون على الائتلاف، بل إنهم أقل عددا بين مكوناته، والإصرار على طعمة، لم يكن من طرفهم فقط، بل هناك أطراف كثيرة شاركت بالتصويت له، لأنهم مقتنعون أنه الأفضل لهذا المنصب".
وكشف المراقب العام لإخوان سوريا أيضًا أنه "لا يوجد أي تشكيل مواز للائتلاف في الوقت الحالي، وأن ما يشهده الائتلاف هو حراك داخله، من أجل ترتيب بيته الداخلي، ويشارك في هذا الحراك جميع الأطياف والمكونات"، نافيا أن الأنباء عن "محاولة الجماعة إعادة الاصطفاف داخل الائتلاف".
وخاطب الشعب السوري أيضًا في الداخل والخارج وفي الشتات، قائلًا لهم إن "نهاية طريق السوريين هو النصر بإذن الله، لذا عليهم تحمل تبعات هذا الطريق، لأن درب الحرية ليس معبدا بالورود، وإنما المهم هو عدم التراجع عن مطلب الحرية والكرامة"، على حد وصفه.
ووصف وليد الشعب التركي بأنه "الشعب الشقيق والصديق، الذي فتح للسوريين أبوابه، واقتسم معهم كل شيء، حتى همومهم، وأن لهذا الشعب العظيم وقيادته الحكيمة، الفضل بعد الله في دعم الثورة، ودعم الشعب السوري"، متأملا أن "تبقى هذه السياسة متبعة إلى حين انتصار الثورة".
والمراقب العام الجديد محمد حكمت وليد، هو من مواليد اللاذقية عام 1944، ويعمل طبيبًا للعيون، ويعد المراقب العام الـ12 لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، التي تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث انتخب الخميس الماضي مجلس شورى الجماعة وليد، مراقبًا عامًا في اجتماع بمدينة إسطنبول.