إنه فى يوم السابع من نوفمبر، تحتفل الأوساط الكروية بعيد ميلاد النجم محمد محمد محمد أبو تريكة، ذلك اللاعب الذي غيّر بظهوره الكثير من مفاهيم احتراف الكرة، فها هو يرفض عروض الاحتراف الواحد تلو الآخر، وقد رفض عرضًا من نادي الهلال السعودي كان يصل قيمته وقتها إلى خمسة ملايين دولار، عندما نادى عليه جمهور النادي الأحمر في المطار وقال له: (يا تريكة يا حبيبنا.. اوعى تمشي وتسيبنا) وهو عائد من اليابان، مع أن الفريق وقتها لم يحقق النتائج المرجوة.
فمن كلمات المعلق الرياضي رءوف خليف فى مباراة الأهلى والصفاقسي، حين أحرز أبو تريكة الهدف القاتل، قال بعد إحراز الهدف مباشرة: "والمايسترو محمد أبو تريكة – بكل تأكيد – يُفاجئ الجميع ويسجل الهدف الغالي، هدف قاتل، هدف تراجيدي، قلنا مشاهدينا الكرام ستكون النهاية تراجيدية، ستكون النهاية دراماتيكية على أحد الفريقين، وهذه الكرة المرتدة يسارية قاتلة جدًا من محمد أبوتريكة".
إلي كلمات معلق كبير آخر: "كم وددت، وكم تمنيت، وكم حلمتُ، أن أعلق على مباراة فيها اسمك يا (أبو تريكة)، فليشهد التاريخ أني الآن أصبحت مُعلقًا، الآن أكتب في مولدي، الآن أطلق ثورتي، الآن أحكي قصتي في حبك يا (أبو تريكة)".
في رأيي الشخصي أن "أبو تريكة" لو كان ظاهرًا على الساحة عند اختيار نجم القرن فى مصر لتم اختياره نجمًا للقرن بلا منازع.
أبو تريكة يعلم تمامًا أن عليه دورًا كبيرًا، وأن له تأثيرًا؛ لذلك كانت كل القرارات التي اتخذها لها معنى.
أبو تريكة يحرز هدفًا في مرمى السودان ويرفع القميص ليعلن تضامنه مع أهل غزة بعبارة (تعاطفًا مع غزة).
أبو تريكة يرفض لعب مباراة السوبر المصري لأجل جماهير الأهلى الذين تم قتلهم بدم بارد فى استاد بورسعيد، ويتعرض لأكبر عقوبة فى حياته بخصم نصف مليون جنية من مستحقاته وإيقاف 4 أشهر.
أبو تريكة يذهب إلى عزاء فقيد أولتراس الزمالك عمرو حسين.
أبوتريكة يرفض مصافحة وزير الرياضة في حكومة الانقلاب طاهر أبو زيد في نهائي بطولة أفريقيا؛ لتضامنه مع من مات فى أحداث رابعة والنهضة.
أبو تريكة يرفض الدعوة التي وجهت له من أجل لعب مباراة تحت مسمى "السلام العالمي"؛ لأنه يعلم أن الغرب غير صادق فى توجهاته، ولأنه فى الوقت نفسه كانت غزة يتم ضربها من الكيان الصهيوني، وقال 3 كلمات فقط ولكن تأثيرها كان مدويًا؛ قال: "نحن نربي أجيال".
جماهير الوداد المغربي.. وتحية كبيرة للنجم الخلوق عند خروجه من الملعب فى المغرب.
الجماهير الجزائرية.. وتحية أخرى لمحمد أبو تريكة عند خروجه من الملعب.
ولأن بعض ضعاف النفوس كان يؤذيهم تلك المكانة التي وصل إليها ذلك النجم؛ فيخرج علينا أحدهم ليقول: إن محمد أبو تريكة "بيمثل".
وسئل أبوتريكة ذات مرة عن قدوته فقال: محمود الخطيب، فيخرج علينا ناقد رياضي ليقول: أبو تريكة يقول إن قدوته محمود الخطيب، وترك القدوة الحقيقية وهو (الرسول صلى الله عليه وسلم).
محمد محمد محمد أبو تريكة.. تهانينا القلبية والحارة إليك أيها النجم بيوم مولدك، حقًا؛ فالعبرة بالخواتيم.
