يواجه متحف القصر الكبير للفسيفساء، بإسطنبول، غزوًا من جانب أعداد ضخمة من الفئران تهدد بقاء المتحف وما به من أعمال أثرية فريدة، الأمر الذي أثار القلق لدى مسئولي المتحف، من الأضرار التي يمكن أن تتسبب بها الفئران للأعمال والمقتنيات الفنية التي لا تقدر بثمن.
وانتشرت الفئران في المتحف الواقع في فناء الأعمدة بالقصر البيزنطي الكبير بمدينة إسطنبول، ولم يجد المسئولون من وسيلة أمامهم إلا وضع السم، لقتل الفئران المتواجدة في المتحف، لمنع خروجهم المفاجئ أمام الزوار، أو إلحاق الضرر بأعمال الفسيفساء القيمة المنتشرة بالمكان، حسب "الأناضول".
غير أن السم لم يكن الحل الأمثل للتخلص من الفئران، إذا بدأت الروائح الكريهة تفوح من الفئران التي ماتت جراء تناول السم، وتسبب البعض الآخر من الفئران في إثارة ذعر وغضب الزوار بعد أن عثروا على عدد من الفئران الميتة خارج المتحف.
ويعود تاريخ المتحف إلى عام 1953، حيث بدأ عرض أعمال الفسيفساء الأثرية التي تم العثور عليها للمرة الأولى، خلال أعمال تنقيب قام بها فريق من جامعة سانت أندريس الاسكتلندية خلال عام 1930، إلا أن الإهمال وعمليات العبث من قبل بعض غير المتخصصين، وإضافة بعض المواد الضارة، أصابت الأعمال الفنية النادرة بأضرار بالغة، وبدأت الإدارة العامة للآثار والمتاحف عملية ترميم موسعة في عام 1980، استمرت حتى 1987.
ويحتوي المتحف على 150 تمثالاً ومنحوتات للبشر والحيوانات، بالإضافة إلى نحو 90 عملًا فنيًا من الفسيفساء، ورسومات من الطبيعة، وحياة الصيد، والرعي، والحياة القروية، والمخلوقات الخرافية، وغيرها من الأعمال الفنية الرائعة التي تشد أنظار الزوار.