أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه منذ بداية العام الحالي 2014 لقي نحو ألفي معتقل مصرعم في السجون والمقرات الأمنية التي تديرها السلطات في سوريا، غالبيتهم جراء التعذيب.
وجاء في بيان للمرصد المحسوب على المعارضة، الأحد: "بلغ 1917 شهيدًا عدد المعتقلين الذين تمكّن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم داخل معتقلات وسجون وأقبية أفرع مخابرات النظام السوري منذ بداية العام الجاري"، وحتى 31 من أكتوبر الماضي، حسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب"
وأضاف المرصد: "سلمت سلطات النظام السوري جثامين بعضهم لذويهم، فيما تم إبلاغ آخرين بأن أبناءهم قد قضوا داخل المعتقلات، وطلب منهم إخراج شهادة وفاة لهم، كما أجبر ذوو البعض الآخر من الشهداء – الذين قضوا تحت التعذيب داخل معتقلات النظام – على التوقيع على تصاريح بأن مجموعات مقاتلة معارضة هي التي قتلتهم"، حسب البيان.
وذكر المرصد أن من بين الذين قضوا في السجون 27 شخصًا دون سن الـ 18، وإحدى عشرة امرأة. وأضاف أن أكبر عدد من المعتقلين الذين توفوا جراء التعذيب أو الظروف السيئة أو التجويع أو المرض ينحدرون من ريف دمشق، حيث بلغ عدد هؤلاء 411 معتقلاً، يليهم 299 معتقلاً من حمص، و271 من درعا، و243 من دمشق.
وبحسب المرصد، فإن أكبر عدد من الوفيات في عام 2014 كان في يونيو؛ حيث لقي 284 شخصًا حتفهم، من بين أكثر من 200 ألف معتقل في السجون والفروع والمقرات الأمنية.
وعلى مدار العام الماضي 2013، قتل 2389 معتقلاً في سجون النظام السوري وفقًا لأرقام المرصد أيضًا. وتعتقل السلطات السورية – بحسب منظمات عدة مدافعة عن حقوق الإنسان – عشرات الآلاف من الأشخاص بتهمة "الإرهاب"، بعضهم لنشاطهم المعارض ولو السلمي، وآخرين للاشتباه بأنهم معارضون للنظام، أو حتى بناءً على وشاية كاذبة.
ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع والمقرات الأمنية "لأساليب تعذيب وحشية" تتسبب بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم، بحسب المرصد.
وأدانت المفوضة العليا للأمم المتحدة السابقة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، في أبريل 2014 تعميم التعذيب في سجون النظام، واستخدامه أيضًا من طرف بعض المجموعات المسلحة، لا سيما المتشددة منها.
وانتقدت منظمات حقوقية بشدة أساليب التعذيب والاعتقال التعسفي الذي تقوم به الأجهزة الأمنية السورية منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد – منتصف مارس2011 – التي تحولت إلى صراع دام قتل فيه نحو 195 ألفًا.