أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات البرلمانية المبكرة، التي شهدتها أوكرانيا، أمس الأحد، أن نسبة المشاركة فيها بلغت 52.5% من إجمالي عدد الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب.
وذكر "أندريه ماجيرا" نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالبلاد، في مؤتمر صحفي عقده بعد منتصف ليل أمس، أن الانتخابات انتهت في 195 مقرًا انتخابيًا، من أصل 198 في عموم البلاد.
وأوضح "ماجيرا" أن الانتخابات لم تجرَ في 15 منطقة انتخابية شرق البلاد، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه بالرغم من ذلك فإن الانتخابات قانونية، لأنه في حالة انتخاب ثلثي البرلمان، فإن الانتخابات تعتبر شرعية حتى وإن لم تتم في بعض المناطق.
وأغلقت مراكز الاقتراع في كافة أنحاء أوكرانيا أبوابها أمام الناخبين، في الثامنة من مساء أمس، بالتوقيت المحلي، بعد أن أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي انطلقت في الثامنة صباح اليوم.
ومن جانبه هنأ الرئيس الأوكراني "بيترو بروشينكو" شعبه، بعد انتهاء عملية التصويت، من خلال تغريدة له، نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والتي قال فيها: "لقد انتهت الانتخابات البرلمانية، وأنا بدوري أُهنئ الأوكرانيين".
ونشر الرئيس الأوكراني، استطلاعات الرأي التي أجرتها بعض الشركات والهيئات المتخصصة في الأبحاث السياسية والاقتصادية في البلاد، والتي تشير إلى أن 7 أحزاب سياسية في البلاد ستنجح في تخطي حاجز الـ5% الذي سيمكنها من دخول البرلمان.
وأوضحت أرقام تلك الاستطلاعات، أن كتلة الرئيس الأوكراني "بروشينكو"، ستحصل على 23% من الأصوات، مقابل 21.3% لحزب الجبهة الشعبية، و13.2% لحزب "سامبوبيتش"، و7.6% لحزب "الكتلة المعارضة"، و6.4% للحزب الراديكالي، و6.3% لحزب "اتحاد الحرية لكل الأوكرانيين"، و5.6% لحزب "اتحاد الوطن لكل الأوكرانيين".
أما الحزب الشيوعي المدعوم من ناخبي الشرق، وحزبا "قطاع اليمين" القومي، و"أوكرانيا القوية" الذي يترأسه "سيرغي تيجيبكو" أحد قادة حزب "الأقاليم" القديم، فستأخذ نسبة تتراوح بين 2 إلى 3%، بحسب استطلاعات الرأي ذاتها.
وأفادت الأنباء أن استطلاعات الرأي هذه أُجريت بين 16643 ناخبًا ممن صوتوا في 400 مركز اقتراع مختلف في عموم البلاد.
"اعتراف روسي"
فيما أعلنت روسيا اعترافها بالانتخابات البرلمانية في أوكرانيا، وقال جريجوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الاثنين لوكالة "انترفاكس" الروسية: إنه يمكن للقيادة الأوكرانية في كييف "الاهتمام الآن على نحو جاد بإيجاد حلول للمشاكل الجوهرية بالمجتمع".
وأشار كاراسين إلى ضرورة أن تقيم الحكومة الأوكرانية حوارا مع المجتمع بأكمله، لاسيما مع ممثلي المناطق.
تجدر الإشارة إلى أن بوادر الفرز تشير إلى فوز الأحزاب الموالية للغرب في هذه الانتخابات.
"شرق مستقطع"
وفي المقابل وجه الانفصاليون الموالون لروسيا في المناطق الواقعة شرق أوكرانية المتنازع عليها انتقادا للانتخابات ، واصفين إياها بأنها "مهزلة".
وقال أندريه بورجين، زعيم الانفصاليين في مدينة دونيتسك شرق اوكرانيا: "تم إجراء هذه الانتخابات في أجواء ترويع للمواطنين وفي أجواء حرب".
جدير بالذكر أن الانفصاليين الموالين لروسيا لم يسمحوا بإجراء الانتخابات في أجزاء كبيرة من مناطق النزاع بشرق أوكرانيا.
وفي الوقت ذاته أشار بورجين إلى أن الانفصاليين على استعداد لإجراء مباحثات مع القيادة الأوكرانية عن طريق وسطاء في المستقبل.
ويعتزم الانفصاليون إجراء انتخاباتهم الخاصة في المناطق التي أطلقوا عليها "جمهوريات شعبية" الأحد المقبل الموافق الثاني من شهر نوفمبر.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن نسبة التصويت في الانتخابات ستكون ما بين 65-80%، وسيتم افتتاح 112 مركزًا للاقتراع في 72 دولة، بينها ستة مراكز اقتراع في روسيا.
وفتحت مراكز الاقتراع في أنحاء أوكرانيا أبوابها أمام الناخبين منذ الثامنة من صباح أمس بالتوقيت المحلي، ويحق لـ 36 مليون ناخب التصويت في الانتخابات، التي يتنافس بها ستة آلاف، و627 مرشحا، ما بين مستقلين، ومرشحين عن 29 حزبًا سياسيًا، على مقاعد البرلمان البالغ عددها 450 مقعدا، ويشارك أكثر من ألفين، و300 شخصا من 41 دولة في مراقبة الانتخابات.
وكانت آخر انتخابات نيابية قد أجريت في أوكرانيا قبل عامين، وفي 25 أغسطس اتخذ "بوروشينكو"، قرارًا بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وهو ما فسره خبراء برغبة الرئيس الأوكراني في تفريغ البرلمان من الأعضاء القريبين من روسيا.
"إطلاق نار"
في هذه الأثناء، قال مكتب رئيس مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا ومسئولون في كييف اليوم الاثنين: إن قصفًا عنيفًا هز مشارف المدينة، وهي معقل حركة انفصالية موالية لروسيا بعد يوم من إجراء الانتخابات البرلمانية.
وذكر الموقع الإلكتروني لرئيس المدينة "سمع إطلاق نار عنيف من مدافع من العيار الثقيل وانفجارات".
فيما لا يزال التوتر محتدما بالرغم من اتفاق لوقف إطلاق نار وقع في الخامس من سبتمبر بين كييف والانفصاليين في الشرق.