استهدف المسلحون الأكراد الذين يدافعون عن عين العرب (كوباني) السورية، تجمعات لعناصر ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس"، إن مقاتلو وحدات حماية الشعب، استهدفت اليوم تجمعات لتنظيم "داعش" في مناطق تقع في القسم الشرقي من عين العرب (كوباني) مستخدمين القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة.
يأتي ذلك بعدما شن تنظيم "الدولة الإسلامية" ، مساء الاثنين ، هجومًا جديدًا على مواقع المقاتلين الأكراد في المدينة عقب تنفيذ اثنين من مسلحيه تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين في شمالها.
وتحدث بيان للمرصد -صباح اليوم الثلاثاء- عن دوي انفجار قوي "يعتقد أنه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة لتنظيم الدولة في القسم الشرقي" من عين العرب الحدودية مع سوريا.
في هذه الأثناء ، شنت طائرات التحالف الدولي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء غارات جديدة على مواقع التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة سوريا والعراق ويحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على عين العرب ثالث المدن الكردية السورية والتي تبلغ مساحتها ستة إلى سبعة كلم مربع، وفقًا للبيان ذاته.
وقتل في غارات أمس الاثنين على كوباني خمسة مقاتلين ينتمون إلى تنظيم "داعش"، فيما قتل 12 مقاتلًا آخر من التنظيم في الاشتباكات داخل المدينة بينهما عنصران فجر نفسيهما، وقتل خمسة مقاتلين أكراد في الاشتباكات ذاتها، بحسب ما أعلن المرصد في بيان ثان.
"ضربات أمريكية"
فيما أعلنت الأمم المتحدة أنه من المحتمل أن يكون مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" قد ارتكبوا جرائم حرب أو سعوا لإبادة جماعية في العراق.
وقال الجيش الأمريكي إن طائراته شنت ست غارات على أهداف في مدينة عين العرب "كوباني" وحولها.
وأصابت إحدى الضربات الجوية شحنة من المساعدات التي أسقطت في مكان خطأ.
وكان الجيش الأمريكي قد أعلن أنه أسقط الأحد شحنات عدة من الأسلحة والذخيرة والإمدادات للقوات الكردية في عين العرب "كوباني"، التي يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" للسيطرة عليها.
"الموقف التركي"
في الوقت نفسه، قال المقاتلون الأكراد إنهم يستعدون للعبور من الأراضي التركية إلى سوريا لدعم أقرانهم من الأكراد السوريين في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".– بحسب "بي بي سي".
وكانت تركيا قد أعلنت أنها سوف تسمح للمقاتلين الأكراد من إقليم كردستان العراق بالدخول إلى سوريا عبر أراضيها.
ووصفت هذه الخطوة بأنها تحول في الموقف التركي من القتال في عين العرب "كوباني".
وسبق أن قالت أنقرة إنها لن تسمح بسقوط المدينة في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال متحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق إن القوات الكردية لم تتحرك بعد صوب الأراضي السورية.
غير أنه أشار إلى جهود تُبذل الآن للإسراع بإرسال قوات إسناد بالبر أو الجو.
ودخل مقاتلو هذا "الدولة الإسلامية" المدينة في السادس من أكتوبر وباتوا يسيطرون على حوالي خمسين في المئة من مساحتها وخصوصًا في الشرق، يتقدمون بضعة أبنية أو يتراجعون منها بشكل يومي، بحسب سير معارك الشوارع التي يتميز بها المقاتلون الأكراد – بحسب خبراء.
وفي حال استولى التنظيم عليها بكاملها، فسيسيطرون على شريط حدودي طويل على الحدود مع تركيا. وكانوا منذ بدء هجومهم في اتجاه عين العرب في 16 سبتمبر استقروا في مساحات شاسعة في محيط المدينة تضم عشرات القرى والبلدات.
