أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، عن ترحيبه بقرار مجلس العموم البريطاني، الذي صوت بأغلبية كاسحة لصالح مذكرة غير إلزامية تطالب الحكومة البريطانية بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة.
كان الأمين العام، عبر عن تقديره لموقف حكومة السويد، التي سبق وأن أعلنت عن عزمها الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية.
ودعا الأمين العام جميع الدول إلى الاقتداء بهذا الموقف الذي من شأنه أن ينعكس إيجابيًا على الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
"ترحيب فلسطيني"
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، رحب بتصويت أعضاء مجلس العموم البريطاني على الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرًا أن هذا "تصحيح الظلم التاريخي الذي أنكر حقوق الشعب الفلسطيني عندما اعتبر أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وشكر المالكي أعضاء مجلس العموم البريطاني بكافه انتماءاتهم السياسية والحزبية، الذين "تخطوا الضغوط الهائلة، حيث استمعوا إلى صوت المنطق والقانون والعدالة، منسجمين مع مبادئهم ووقفوا بجانب الحق والصحيح من التاريخ بدعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
وطالب المالكي الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين، انعكاسًا لرغبة ممثلي شعب المملكة المتحدة.
وتابع: "فلسطين تتوقع من الحكومة البريطانية أن تعترف بدولة فلسطين وأن تحترم القرار، وذلك تأكيدًا على دعمها لعملية السلام وفق مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل تعيشان بأمن وسلام".
وثمن المالكي موقف بريطانيا من إدانة الاستيطان ومطالبتها المتكررة للحكومة الصهيونية بوقف سياستها الاستيطانية المخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي تدمر العملية السلمية وفق مبدأ حل الدولتين.
"تحذير صهيوني"
وكانت الحكومة الصهيونية حذرت، في بيان أمس، من أن اعتراف مجلس العموم البريطاني بالدولة الفلسطينية، يقوض عملية السلام في المنطقة.
وجاء التحذير في بيان أصدرته الخارجية الصهيونية في تل أبيب يقول: "إن الاعتراف المبكر بالدولة الفلسطينية يوجه رسالة خاطئة للقيادة الفلسطينية بأنه يمكنها تجنب اتخاذ التضحيات المطلوبة من الجانبين لانجاز اتفاق سلام دائم".
وأضاف البيان أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتم فقط نتيجة لمفاوضات السلام".
"خطوة رمزية ذات أغلبية"
وكان مجلس العموم البريطاني قد صوت بأغلبية كاسحة لصالح مذكرة غير إلزامية تطالب الحكومة البريطانية بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة.
وحصلت المذكرة على تأييد 274 عضوًا في مجلس العموم، بينما رفضها 12 عضوًا فقط.
وتدعو المذكرة غير الملزمة الحكومة البريطانية إلى "الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة "إسرائيل" كمساهمة في تأمين حل تفاوضي يكرس قيام دولتين" في المنطقة.
"سبق سويدي"
وكانت الحكومة السويدية أول دولة في الاتحاد الأوروبي تعلن عزمها الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية.
وانضمت السويد إلى 100 دولة أخرى تعترف بدولة فلسطين.
وأثار قرار الحكومة السويدية غضب "إسرائيل"، كما انتقدته الولايات المتحدة، واصفة إياه بأنه قرار "غير ناضج".
ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح الفلسطينيين صفة "دولة مراقب" عام 2012، لكن بريطانيا امتنعت حينها عن المشاركة في التصويت مع 40 دولة أخرى.