عاودت أغلب أسواق الأسهم الرئيسة في الشرق الأوسط التراجع الحاد بنهاية تداولات اليوم الثلاثاء، مع تعرض أسهمهما القيادية إلى عمليات بيع واسعة بعد تجدد المخاوف بشأن ضعف نمو الاقتصاد العالمي، فيما صعدت أسواق الكويت وقطر والأردن.
وقال محمد طاهر – مدير حسابات العملاء لدي بيت الاستثمار العالمي "جلوبل" – لاتزال مخاوف المستثمرين الأجانب بشأن نمو الاقتصاد العالمي تلقي بظلالها السلبية على أداء الأسواق العربية، رغم تعافي بعضها فى الجلسة الماضية.
وتكبدت الأسواق العربية خسائر فادحة مطلع الأسبوع الجاري وسط حالة من الهلع أصابت معظم المتداولين نتيجة هبوط الأسواق العالمية بنهاية الأسبوع الماضي، إلا أنها نجحت في التعافي قليلاً، أمس الإثنين، بقيادة بورصتي دبي والسعودية، حسب "الأناضول".
وأضاف طاهر، فى اتصال هاتفي مع الأناضول، أن هبوط غالبية الأسواق العربية اليوم بشكل عنيف يعود إلي عمليات البيع العشوائية، بعد التراجع الحاد للأسواق العالمية أمس، جراء مخاوف النمو العالمية.
وأغلقت الأسهم الأمريكية، أمس الإثنين، على انخفاض حاد لتحقق مؤشراتها الرئيسة أكبر خسائر فى 3 أيام منذ أواخر عام 2011، فيما هبط مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية خلال تداولات، اليوم الثلاثاء، بنسبة 2.4% إلى أدني مستوياته فى أكثر من شهرين منذ 8 أغسطس الماضي.
وتراجع سعر خام برنت اليوم إلى أدني مستوياته فى 4 سنوات بعد أن خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب عليه فى عامي 2014 و 2015.
وتوقع مدير حسابات العملاء لدي بيت الاستثمار العالمي "جلوبل" أن تعاود الأسواق العربية نشاطها قبل نهاية الأسبوع الجاري، خاصة بعد تكبدها خسائر فادحة فى الثلاث جلسات الماضية.
وهوت بورصة دبي إلى أدني مستوياتها منذ قرابة 3 أشهر، وانخفض مؤشرها العام بنسبة 2.9% إلى 4571.90 نقطة مع تراجع جميع الأسهم المقيدة باستثناء "المدينة" الذى حقق ارتفاعًا طفيف بلغت نسبته 0.54%.
وكثف المتعاملون مبيعاتهم على الأسهم العقارية فى بورصة دبي؛ ما دفعها لتصدر قائمة الأنشط من حيث قيم وأحجام التداولات، وانخفض مؤشر القطاع العقاري بنسبة 3.95%، مع هبوط سهم "أرابتك" و"إعمار" بنحو 4.57% و 3.72% على الترتيب.
فيما هبطت بورصة العاصمة أبو ظبي بوتيرة أقل بلغت 1.12% إلى 4891.58 نقطة إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة 3 أشهر، مع تراجع الأسهم القيادية وفى مقدمتها "الدار العقارية" و"دانة غاز" و"أبو ظبي الإسلامي" و"بنك الخليج الأول".
ونزل سهم "طاقة" بنسبة 1% إلى أدني مستوياته فى 34 شهرًا، ليقود مؤشر قطاع الطاقة للهبوط بنسبة 2.4%.
وفى مصر، تراجع المؤشر الرئيس "إيجي أكس 30" دون حاجز 9 آلاف نقطة بنسبة 2.60% ليغلق عند 8878.19 نقطة، مواصلاً التراجع للجلسة السابعة على التوالي إلى أدني مستوياته فى أكثر من شهرين، فيما خسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة مايزيد عن 9 مليارات جنيه ( 1.26 مليار دولار(.
وقادت الأسهم العقارية القيادية وتيرة التراجعات فى السوق اليوم مع هبوط سهم "مدينة نصر" بنسبة 5.3% و"القاهرة للإسكان" بنسبة 4.6% و"طلعت مصطفي" بنسبة 4.6% و"بالم هليز" و"سوديك" بنحو 3.7% و 2% على الترتيب.
وهوت غالبية الأسهم المصرية إلى أدني مستوياتها منذ أكثر من عام، مثل سهم "غاز مصر" الذى حقق أدنى مستوياته فى أكثر من 34 شهرًا منذ ديسمبر 2011، وسهم "الحديد والصلب المصرية" لأدنى مستوياته فى 15 شهرًا، وسهم "بنك الاتحاد الوطني" لأدنى مستوياته فى أكثر من 13 شهرًا.
وعمقت مبيعات المصريين والعرب من خسائر السوق بعد تحقيقهما صافى بيع بأكثر من 38 مليون جنيه، و 10.4 مليون جنيه على الترتيب، مقابل صافى شراء للأجانب بنحو 48.6 مليون جنيه.
يذكر أن مبيعات الأجانب كانت المحرك الرئيسي لهبوط السوق منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وحتي جلسة، أمس الاثنين، حيث بلغت مبيعاتهم فى 5 جلسات نحو 886 مليون جنيه مقابل مشتريات بنحو 628 مليون جنيه بصافى بيع 258 مليون جنيه، وهو ما عزاه المراقبون إلى حالة الخوف التى اصابتهم بعد انهيار الأسواق العالمية، إلا انهم عاودو الشراء بجلسة اليوم بعد انخفاض أسعار الأسهم المصرية إلى مستويات متدنية يفضل عندها الشراء.
