شنت طائرة حربية مقاتلة تابعة لقوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، مساء الجمعة، غارات جوية علي إحدي مقرات قوات "درع ليبيا"، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود لمراسل الأناضول إن "طائرة حربية مقاتله حلقت في سماء المدينة شنت غارات جوية علي مقر قوات "درع ليبيا" الواقع بمنطقة بودزيرة شرق مدينة بنغازي".
الشهود أنفسهم وهم سكان في المنطقة المستهدفة أكدوا أن "أعمدة دخان ارتفعت في المكان فور استهدافه من قبل تلك الطائرة بينما لم يسمع أي رد عليها من داخل المقر".
في حين أكد الشهود أن "مباني درع ليبيا الموجودة في المقر أصابها ضرر مادي"، أشارت مصادر طبية من مستشفيات المدينة "عدم استقبال أي ضحايا جراء ذلك القصف الجوي"، بحسب مراسل الأناضول.
ولم يتسن التأكد من إن كان المقر التابع لقوات "درع ليبيا" مأهولاً أم خاليًا، كون المقر سبق وأخلي في أغسطس من العام الماضي بعد تظاهرات حاشدة أمامه مطالبة بحل كل التشكيلات المسلحة، ما أسفر عن وقوع اشتباكات بين المتظاهرين المسلح بعضهم وبين منتسبي الدرع من الثوار مسفرة عن سقوط 51 قتيلاً.
وفي غضون ذلك أعلنت قوات بالجيش – تقاتل إلي جانب اللواء المنشق حفتر بمدينة بنغازي (شرق) – مقتل أحد قادتها في معارك تدور منذ شهر حول ثكنة عسكرية بالجنوب الشرقي لبنغازي ضد كتائب إسلامية من الثوار تابعة لرئاسة الأركان.
وقال ضابط في القوات المتحالفة مع "حفتر" للأناضول: إن "المعارك التي تدور حول قاعدة بنينا الجوية بمدينة بنغازي مع مجلس شورى الثوار (كتائب إسلامية تابعة لرئاسة الأركان) أسفرت اليوم الجمعة عن مقتل العقيد أحمد عبد الجواد السعيطي أمر(قائد) كتيبة 133 مشاه".
وبحسب الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه فإن المعارك التي لا تزال مستمرة حتي الآن لم تسفر عن مقتل المزيد من القوات المتحالفة مع" حفتر"، مشيرًا إلي أن قواتهم استخدمت المدفعية والطيران الحربي في صد هجوم الثوار على قاعدة بنينا.
وكانت المعارك التي انطلقت قبل شهر قد اشتدت حدتها الخميس قبل الماضي إثر تفجير انتحاريين سيارات مفخخة بالقرب من قاعدة بنينا الجوية المؤيدة للواء المنشق "حفتر" ما أسفر عن سقوط 36 قتيلاً إضافة إلي 120 جريحًا.
وقوات "درع ليبيا" هي تجمع لكتائب الثوار التابعة لرئاسة الأركان والمتحالفة مع "مجلس شوري ثوار بنغازي" و"تنظيم أنصار الشريعة" وهي تنظيمات إسلامية شن اللواء الليبي المنشق "حفتر" في مايو الماضي عملية عسكرية ضدهم بعد اتهامه لهم بالتطرف والقتل، بينما اعتبرت بعض الأطراف الحكومية حملة "حفتر" انقلابًا علي الشرعية كونها عملية لم تأذن بها الدولة الليبية.
وتعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين، وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرًا، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته:
الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري، ويدعم ميليشيات حفتر.
أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي .