يتعقد المشهد يوميا على عموم الناس، الإعلام يظهر أجواء من البهجة وينشر جو من الارتياح الاقتصادي لا يشعر به أي أحد حتى رجال الأعمال.
ينتشر في وسط العوام كثير من التوجس والرعب مما يحدث فلا توجد أي طفرة اقتصادية تحققت ليشعر بها الناس بل على العكس يشعر الناس بمزيد من الإحباط – خاصة مؤيدي الانقلاب – لأن كل ما تم وعدهم به من عدالة اجتماعية وجدوا عكسه تماما فالمناصب الكبرى في البلد محجوزة لذوي الحظوة من أبناء القيادات القضائية والعسكرية فقط أما أبناء الفقراء فحتى في حفل تكريم الأوائل منهم صاروا كومبارس للتصفيق فقط.
وغلاء المعيشة الناتج عن زيادة سعر الإنتاج لقلة الموارد وارتفاع فاتورة الاستهلاكات من ماء وكهرباء ومشتقات بترولية أدى لارتفاع وتيرة كره المواطن لمعيشته بجانب غياب أي وازع ديني لتغييب الدعاة خلف القضبان، أدي بصورة متسارعة إلى ارتفاع حالات الانتحار إلى 16 حالة خلال شهر سبتمبر فقط طبقا لإحصاء قدمته التنسيقية المصرية للحقوق والحريات بالإضافة إلى حالات أخري خلال بدايات أكتوبر.
إذا فالمحصلة النهائية للاقتصاد أدت إلى تدهور كبير في معيشة المواطن لاحظتها في اول ايام العيد بناء على مشاهدات وحوارات تمت مع كثير من عوام الناس.
ذكر لي أحدهم رغبة كثير من رجال الأعمال في تصفية أكبر قدر من العمال وفصلهم بشكل ما وقال لي مثال في الشركة التى يعمل بها أن هناك مستهدف شهري للمندوبين مطلوب تحقيقه وأفضل مندوب لا يقوم بتحقيق 50 أو 60 % منه إلا انه فوجئ في نهاية شهر سبتمبر بان مدير الشركة يرفع المستهدف إلى الضعف وعرف من خلال احد المديرين أن الهدف هو تصفية اكبر قدر من العمالة لعدم قدرة الشركة على تسديد مرتباتهم وقد قمت بعمل حصر مبدئي وجدت فعلا أن كثير من الشركات بدأت في استخدام هذه السياسة.
وبالرجوع إلى السبب الرئيس لهذا وجدت أن عدم وجود أي رؤية اقتصادية للمجموعة الحاكمة حاليا أدت لقيامهم بإنشاء مشاريع بدون دراسة أدت لسحب كم رهيب من السيولة النقدية المحلية والبنكية مما اثر بشكل كبير على شراء المواطنين للسلع مما سيترتب عليه قريبا نتائج اقتصادية أكثر على حياة المواطن العادي الذي سيصل إلى حل من ثلاثة، أما الانتحار أو التظاهر أو السرقة لحل مشكلة زيادة المتطلبات المعيشية مع قلة الدخل بشكل كبير وسنجد قريبا غياب تام لكثير من الخدمات التي تقدم للمواطنين وخاصة المتعلقة منها بقطاعات الكهرباء والبترول بالإضافة إلى المواد التموينية.
فهل ستؤدي الخطط الاقتصادية الفاشلة إلى ثورة الجياع التي قد تبدأ بالأحزاب الكبرى في مصر الجيش والشرطة والقضاء، نسال الله أن يسلم مصر من كل شر.