قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية -في مقال نشرته أمس السبت- إنه يبدو أن القادة في مصر سوف يحصلون أخيرًا على شحنة المساعدات العسكرية المنتظرة، والبالغ قيمتها 1.3 مليار دولار أمريكية، وذلك ضمن حفنة مساعدات "أبدية".
وقالت الصحيفة الأمريكية، أن مصر تعيش فترة أسوأ من تلك التي عاشتها في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بأنه جاء عبر انتخابات مزورة، كما انتقدت موقف الإدارة الأمريكية من تقديم مساعدات سنوية لمصر، كما انتقدت ما تصفه باعتقاد المسئولين الأمريكيين بأنهم سيكونون أفضل في ظل علاقات جيدة مع القاهرة.
وتوقعت "نيويورك تايمز" أن يحصل الانقلاب أخيرًا على شحنة المساعدات العسكرية المنتظرة والبالغ قيمتها 1.3 مليار دولار أمريكية، وذلك ضمن حفنة مساعدات دائمة، اعتادت مصر أن تحصل عليها، منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل في 1979.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تفعل الكثير كي تغير فكرة استمرار المساعدات تلك بأذهان القادة في مصر، وفشلت في تحقيق اقتطاعات كبيرة في برنامج المساعدات هذا العام، بينما تواجه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تساؤلات صعبة فيما يتعلق بمستقبل مصر منذ تولي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي للسلطة في مصر.
ورأت الصحيفة أن تصنيف قادة جماعة الإخوان المسلمين، الذين تصدروا المشهد السياسي، عقب انتفاضة 25 يناير 2011، و يقبعون حاليا في السجون كجماعة "إرهابية" هو تصنيف غير عادل، يترك قطاعًا واسعًا من مؤيدي هذه الجماعة دون قيادة، مما يجعلهم عرضة لاحتمال تزايد توجههم نحو التشدد – حسب قول الصحيفة.
وتعتقد الصحيفة أنه في الوقت الذي تحارب فيه الولايات المتحدة المتطرفين السنة في كل من العراق وسوريا وتحاول عزل تنظيم "الدولة الإسلامية" فإن ما تصفه بالاستبداد في مصر سيؤدي إلى إقناع أعداد كبيرة من المواطنين بأن العنف هو الأداة الوحيدة التي يمكنهم استخدامها للتعبير عن أنفسهم.
ووفقًا لما نشرته الصحيفة، فإن مصر تعيش هذه الأيام فترة قمعية أكثر بكثير من تلك التي عاشتها إبان أكثر فتراتها الظلامية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وتتابع الصحيفة: "فحكومة السيسي أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، بينما ينتظر أن يصدر قانون غامض الصياغة يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلًا أجنبيًا، ويجعل من هذا الأمر جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، وذلك بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة نفسها التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة عمل المنظمات الداعمة للديمقراطية".
وأردفت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين يعتقدون أن أمريكا ستكون أفضل حالًا عندما تكون مصر حليفًا لهم، واضعين في اعتبارهم ممر قناة السويس التاريخي "وما يقدمه من تسهيلات لعبور السفن البحرية الحربية، فضلًا عن فتح المجال الجوي أمام الطائرات الأمريكية".
وترى الصحيفة أنه سيكون لدى الإدارة الأمريكية فرصة خلال الشهور المقبلة لتصحيح المسار الذي كانت تسير عليه في علاقاتها مع مصر، وطالبت الصحيفة بأن تعطي واشنطن إشارة بأنها لم يعد بإمكانها التغاضي عن الممارسات غير المقبولة للقاهرة.