عامٌ دراسيٌ جديد لم يبدأ بعد، ومع ذلك بدأت قوات الانقلاب أساليبها القمعية المعتادة من اختطاف واعتقال وتعذيب للطلاب، خوفًا من ثورة طلابية جديدة مع بداية العام الجديد.
فقد شهدت مدينة "المنصورة" حملات اختطافٍ مبكرة للطلاب، منذ حوالي خمسة أيام، من اقتحامٍ للشقق السكنية وسرقة للمحتويات ومصير مجهول للطلاب لا يعلم أحد عنه شيء، فبعضهم اختفى ليومٍ أو يومين، والبعض الآخر لا يزالون قيد البحث من قبل أهاليهم.
"غرفة الثلاجة".. هو الاسم المطلق على غرفةٍ بقسم أول المنصورة، حيث يلاقي فيها الطلاب -الذين وصل عددهم حتى الآن إلى حوالي 25 طالبًا- شتى أنواع التعذيب البدني من صعقٍ بالكهرباء، وركلٍ بالأقدام، وفي بعض الحالات يتم الاعتداء عليهم من قبل رجال الشرطة؛ لإجبارهم على الاعتراف بالتهم الملفقة لهم، كما أكدت ذلك اللجة القانونية للدفاع عن المعتقلين بالدقهلية ومرصد طلاب حرية.
كما تعمدت قوات الشرطة إخفاء أية معلوماتٍ تخص الطلاب، سواءً عن مصيرهم، أو عن مكان احتجازهم، ومنع الزيارات عنهم الأمر الذي أبدى قلق الأهالي على أبنائهم، ليتوجه أحدهم بتقديم بلاغ للنائب العام عن اختطاف ابنه "إبراهيم فرج"، الطالب بهندسة السلاب، ليلقى المصير ذاته، ويتم اعتقاله هو الآخر، في انتهاكٍ واضحٍ وصريح، لحقه القانوني في المطالبة بمعرفة سبب اختطاف ولده، ويلاقي الأب "أحمد السيد فرج"، البالغ من العمر 54 عامًا مصيرًا مجهولاً حتى هذه اللحظة.
بدأت عمليات الاختطاف تلك يوم الجمعة الماضي، باعتقال "عمرو منصور"، خريج كلية التجارة، مع أخيه، ليطلق سراح أخيه بعدها بفترة، ويحول "عمرو" إلى وحدته في الجيش ليلاقي مصيرًا مجهولاً هناك، ثم اعتقال "محمد عبدالمجيد"، الطالب بكلية التجارة من منزله، فجر الأحد الماضي، مع أخيه، ويتم إطلاق سراح أخيه وإبقائه هو؛ لينقل بعدها إلى مقر الأمن الوطني، ثم قسم أول المنصورة، حيث تعرض هناك لحفلة تعذيبٍ، أفقدته القدرة على الكلام، لتتوالى بعد ذلك العمليات ويزداد عدد الطلاب المختطفين، الذين من بينهم الطالب "حاتم حازم أحمد علام"، وأخوه "أحمد حازم أحمد علام"، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة، يوم الإثنين الماضي من شارع الثانوية.
"أحمد الجد"، الطالب بالفرقة الرابعة كلية الهندسة، اختطف من إحدى الشقق السكنية، و"يحيى الجوهري" طالب بكلية هندسة الدلتا، تم اختطافه من شارع سامية الجمل، و"أحمد ديوان"، خريج تجارة، تم اعتقاله من منزله بطلخا، "عمار جلاب"، طالب بالصف الثالث الثانوي، تم اعتقاله من بيته، و"أحمد البكري"، طبيب نفسي تم اعتقاله من بيته، و"أحمد عبدالفتاح" تم اعتقاله من بيته، و"أسامة الشربيني"، الطالب بكلية طب الاسنان تم اعتقاله من منزله.
وظل جميعهم في مكانٍ مجهولٍ لمدة يومٍ كامل، حتى كشفت مصادر عن تواجدهم بقسم أول المنصورة، وتعرضهم لمختلف أنواع التعذيب، يذكر أن "منذر"، طبيب جراحة القلب متواجد بقسم طلخا، الآن، بينما الطالب "أسامة الشربيني"، الوحيد الذي أطلق سراحه حتى اللحظة.
وتروي أخت أحد المعتقلين، ما حدث معهم يوم اعتقال أخيها، قائلةً: "دخل على منزلنا 6 أفراد من قوات الأمن، بعد أن اعتقلوا أخي الأصغر، من أمام المنزل، وقال لهم افتح لكم الباب، إلا انهم رفضوا، وكسروا البوابة، وتهجموا علينا في المنزل، وكان أبي وأمي نائمين، وأخي كان نائم تم تثبيته على سريره، وضربوا رأسه اخذوا أي فون 5، وجلاكسي S2، ولاب توب، وطابعة وكمبيوتر.. أخذوا أخي إلي جهاز أمن الدولة، ومكث فيه حتى 6 العصر، ثم تم نقله إلى قسم ثاني، وخرج الساعة 11 مساءً، في عربيةٍ ملاكي للضابط، ومعه 2 من العساكر بيضربوه، ولم نعرف مكانه حتى 6 الصبح، ذكر لنا أحدهم أنه في قسم أول، بعدما توسلت لهم بالدخول، سمح لي ضابط، فدخلت حجرة بها 7 أشخاص تقريبًا مربوطين، منهم 2 كبار السن، سألت على أخي.. فرد أحدهم انه ف الحمام، وعندما أتى، ناديته ومسكت يد،ه ولكنه كان لا يسمعني، ولم يرد علي، فقام أحد الضباط، وزعق، وأخرجني، دون أن يرحم حتى توسلي".