"يستمر تضييق الخناق على المواطن المصري البسيط، دون رحمة من قبلالحكومة كما يقول ذلك "العم سلطان" فلاح من محافظة الشرقية، والذي يصفبحسرة ما توصل له حال الزراعة في مصر مع مرور الأيام من عدم اهتمام واقتحامالعمران للأراضي الزراعية مرورا بقتل بذرة القطن المصرية الأصيلة ووصولاإلى سعر الأسمدة والكيماويات الذي أصبح خارج طاقة الفلاح، مؤكدا أن كل هذايؤدي إلى تخلي الفلاح عن مهنته الأم والبحث عن مصدر رزق آخر.
الأسمدة والكيماويات التي لا يمكن أن تصلح الزراعة من غيرها تضاعفت أسعارهافي الأيام القليلة الأخيرة، وأصبح الفلاح غير قادر على شراء كميات كبيرةمنها لقتل الطفيليات والحشرات التي قد تؤذي المحاصيل، فقد زاد سعر شيكارةالكيماوي الواحدة ليصل إلى 150 جنيه فما فوق، غير أن الكميات التي تباع فيالسوق قد قلت مما دفع البائعون لاستغلال ذلك وبيعها في السوق السوداء،هذا فضلا عن مشكلة نقص مياه الري أو اختلاطها بمياه الصرف الصحي.
وفيسؤال لعدد من الفلاحين عن ماهية المشكلة بالتحديد علق عم محمد قائلا: "بالنسبة للفلاح تروح الجمعية تجيب كيماوي يقولك هيه شكارة وحدة بس والميةبتيجي كل عشر أيام والدولة مش بتعبر الفلاح بأي حاجة ولا حد بيسأل عليه ولاحد باصص لحد ولا حد بيدور على حد كل واحد بيدور على مصلحته وبس".
وعلق العم حسين عن مشكلته بقوله: " مفيش أي كيماوي ولا حاجةالطماطم والزرع وكل حاجة بقت مش نافعة، حتى الميه اللي بنروي بيها الأرض مش لاقيينها، الوضع بقى صعب، والفلوس مش مكفية".
أما عن مشكلة الكيماوياتوالأسمدة المضروبة التي يشتريها الفلاح من أصحاب اللاضمير بطيب خاطر لمصلحةأرضه يقول عم فرج في حزن بالغ: "رشينا الرز تلات مرات و مش راضي يموتوطالع مرشوش علاولة".
وشاركه العم رشاد في قوله: " الكيماوي مشبنلاقيه وبيكون مضروب ومش بيعمل حاجة في الزرع، واللي بنستخدمه الناس بتوعالزراعة بيقولونا بيجيب سرطانات عشان يوهمونا أن السايل أحسن، الزرع طلع كله حشيش أكتر من الأول، والمبيدات مش بتعمل حاجة، يعنيفي خراب أكتر من كده"