صار وجوده، محورًا للحياة، ببرامج التلفزيون، وبالإعلانات، وبجوائز المسابقات، وبمحلات بيع الأجهزة، بل وتطور الأمر حتى أضحى شرطًا أساسيًا من شروط الزواج، وبند رئيسي عند وضع ميزانية أي محل أو شركة.
"المولد الكهربائي" أصبح له أهمية في المنزل تعادل أهمية الغسالة الكهربائية أو البوتاجاز، فكم سمعنا عن مشاداتٍ بين أهل العروس والعريس؛ عمن يتحمل تكلفته في جهاز العروسين، فبعد أن أضحت الكهرباء عملةً نادرةً في مصر، صار المولد الكهربائي هو البديل الأساسي لها، بالرغم من تكلفته العالية، وتكلفة شحنه حيث يتم تشغيله عن طريق ملأه بالبنزين، الذى تضاعف سعره خلال الفترة الماضية.
وبما أن ما يميز الشعب المصري استغلاله للأوضاع، وانتاج ما يناسبها من منتجات والتسويق لها، فسرعان ما وجد أن ما سيتم تداوله خلال هذه الفترة هو المولد الكهربائي ، فانتشرت الإعلانات التلفزيونية بكثافة، في تنافسٍ على أسعار المولدات الكهربائية، كما تنافست المحلات التجارية في بيعه، وانتجت المصانع العشرات من الأنواع لتناسب كل الحاجات المجتمعية.
وبعد أن كانت المسابقات التلفزيونية التي دائمًا ما تعلن عن رحلات حج وعمرة، أو جوائز مالية، أصبحت هي الأخرى تعلن عن جوائز مسابقاتها "مولد كهربائي"؛ حتى تجذب الجمهور المشاهد للمسابقات؛ نظرًا لأهمية وجوده في الفترة الحالية.
ويقول "محمد اسماعيل – صاحب محل ملابس": "المولد الكهربي دلوقتي بقى أهم من البضاعة اللي في المحل؛ لأن بقى العادي حاليًا، إن النور يقطع، ومفيش بديل عن المولد؛ لأن طول ما الزبون شايف النور مقطوع عمره ما هيدخل ويتفرج على البضاعة ، والنور ما ببيقطعش زي الأول ساعة ولا حتى ساعتين، دا بقى بيقطع بالأربع مرات في اليوم، يعني خراب بيوت".
ومن جانبه، عقب "إبراهيم عبدالسلام – صاحب محل دراي كلين": "شغلي كله بالكهرباء، المكاوي والغسالات والمنشفات، والكام يوم اللي كان النور فيهم بيقطع، قبل ما أجيب المولد، قعدت مش لاقي لقمة العيش، فقررت أجيب مولد، وإلا هقفل المحل خالص، بالرغم إن سعر المولد غالي، وتقريبًا كلفني دخل شهر كامل، لكن مضطر أجيبه، وإلا مش حنلاقى ناكل".