100 يوم مرت علي تنصيب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي رئيسًا للبلاد، شهدت فشل كبير في ملف سد النهضة والعلاقات مع دولة أثيوبيا ودول حوض النيل.
وبدأ الفشل من الاستقبال السيئ في اجتماع الاتحاد الأفريقي، وجلوسه في الصف الأخير، واستمر في تجاهل أثيوبيا لكل نداءاته حيث بدأت بالفعل في بناء سدين أخرين بخلاف سد النهضة ضمن خطة بناء أربع سدود جديدة للتحكم في كل نقطة مياة تصل إلي مصر في ظل ضعف موقف مصر الرسمي وفشل السيسي في إيجاد أي حل.
وقال الدكتور نادر نور الدين خبير المياه وأستاذ التربة بزراعة القاهرة، إن إثيوبيا قررت إنشاء سدين عاجلين على نظام نهر السوبات الثلاثي وهما (سد بارو لتوليد 1800 ميجاوات ـ وسد بربر لتو ليد 470 ميجاوات).
وأكد نور الدين إن كلا السدين سيساهم في منع منطقة المستنقعات المعروفة باسم مستنقعات "مشار" الناتجة عند التقاء نهر السوبات والبارو وأكوبو مع النيل الأبيض، والتي كانت مصر تلقي آمالا عليها كأحد المستنقعات المهمة التي يمكن أن تساهم بنحو 4 مليارات متر مكعب سنويا زيادة في إيراد النهر.
وأشار نور الدين إلى أن هذه السدود ستعمل على تقليص حجم تدفقات المياه من نهر السوبات إلى النيل الموحد والبالغة حاليا 12.1 مليار، ومن المتوقع أن تقل بنحو 4 مليارات متر مكعب سنويا بما يوضح تفرغ إثيوبيا للاستئثار بمياه نظام النيل بأكمله حيث بدأت بسد تاكيزي على عطبرة بسعة 9 مليارات متر مكعب من المياه، ثم خمسة سدود تعتزم إقامتها تباعا على النيل الأزرق وأخيرا سدود نهر السوبات، لتعمق من معاناة مصر في مستقبل أمنها المائي.
ومن جانبه قال أستاذ المياه في مركز بحوث الصحراء المصري، أحمد فوزي دياب، إن السد يدخل ضمن أربعة سدود تنوي إثيوبيا إقامتها على نهر العطبرة، بما يقلل من عمليات الإطماء (تجمع الطمي) أمام سد النهضة".
وأضاف أن "هذه السدود ستحجز نحو 200 مليار متر مكعب، وأي عمليات إنشائية على سدود في هضبة الحبشة تؤثر على المياه الوافدة لدولتي المصب مصر والسودان".
وأشار إلى أن الحكومة المصرية تتحرك دبلوماسيا لدى دول المانحين لهذه المشروعات ودول المنبع.
وأوضح مسؤول العلاقات العامة في وزارة المياه والطاقة الإثيوبية، بوزونه تولشا، أن تمويل هذا المشروع سيتم من خلال قرض يتم الحصول عليه من الحكومة الصينية.
وأشار المسؤول الإثيوبي إلى أنه بناء على الاتفاق سوف تكون حصة شركة سور المحلية التي وقعت على الاتفاق مع الشركتين الصينيتين 25% من المشروع بينما تصل حصة الشركتين الصينيتين 40% و35%.
وقال وزير الري المصري، الأسبق محمد نصر الدين علام: "إن نهر "بارو اكوبو" يصب في نهر العطبرة الذي يوفر نحو 20% من المياه الوافدة إلى نهر النيل من إجمالي مياه الهضبة الحبشية".
وبحسب علام، الهضبة الحبشية توفر نحو 84% من إجمالي المياه الوافدة إلى نهر النيل سنوياً و16% من روافد المنابع الاستوائية.
وأوضح علام أن السد لا يستهدف توليد الطاقة فقط، وإنما ري نحو 480 ألف هكتار، ما يوازي مليون فدان بما يعني توفير 6.5 مليار متر مكعب، وبذلك سيعمل هذا السد على اقتطاع نحو 3.5 مليار متر مكعب من الحصة السنوية لمصر.
وشدّد وزير الري السابق على ضرورة عدم التقليل من مخاطر هذه السدود على حصة مصر، في ظل الفقر المائي الذي دخلت مصر فيه.