شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عامٌ على مغادرة البلاد – جمال عبدالستار

عامٌ على مغادرة البلاد – جمال عبدالستار
في مثل هذا اليوم خرجت من مصر بعد أن أغلق الطغاة أبواب الحرية وعطلوا أدوات البناء وأفسدوا طريق الإصلاح.

في مثل هذا اليوم خرجت من مصر بعد أن أغلق الطغاة أبواب الحرية وعطلوا أدوات البناء وأفسدوا طريق الإصلاح.


فماذا أكتب بعد هذا العام؟


لماذا الخروج؟


كان الخروج تنفيذا لعهد أخذه الله تعالى على أهل العلم أن يبيّنوا الحق للناس، ولا يكتمونه؛ فما كان يسعني السكوت على الظلم أو الصمت على الإجرام أو الانصراف إلى لذة طلب العلم والانغماس في مسائله، أو الاستسلام لبطش الطغاة وتنكيلهم..


فكان الخروج هجرة وجهادا: هجرة للصدع بكلمة الحق، ومواجهة الباطل في كل ميدان، وليس بحثا عن رغد العيش، ورفاهية النفس، أو لمجرد السلامة والأمان.


واستكمالا لجهاد بدأناه تطهيرا لمصرنا وتحريرا لقدسنا، ولبيعة أخذناها على أنفسنا مع أهل رابعة الأطهار:


إما سعداء بالنصر، وإما شهداء في سبيل ديننا ووطننا، وأعراضنا ودمائنا.


فإما حياة تسرّ الصديق*** وإما مماتٌ يغيظ العدا


وكنت في كل ذلك مستشعرا قول الله تعالى: "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغَمًا كثيرا وسَعَة…"

فكان عام الانتصار..

نعم إنه عام الانتصار..


الانتصار بالثبات على الحق، والصمود في وجه الطغاة.


الانتصار بالصدع بالحق، وفضح جرائم المستبدين من العسكر والشرطة والقضاء وعلماء السلاطين.


كان انتصارا بالصمود أمام العقبات والتعالي على المغريات، كان انتصارا بتغيير الوعي وإزالة الشبهات وزرع اليقين.


وماذا بعد؟..

تساقطت أقنعة لا تحصى.. فأسفرت عن وجوه قبيحة، ونفوس عفنة، ورموز قميئة، ونخبة وضيعة، وأحزاب رديئة، ومؤسسات فاسدة، وأنظمة إقليمية متآمرة.. تقتل الشرفاء وتحارب العلماء، وتحاصر المجاهدين، وتدعم الصهاينة المحتلين، وتتعاون مع كل اللئام والمفسدين!!


وأسفرت الأحداث كذلك عن معدن في الشعب أصيل ، وجيل من الشباب نابه مبدع ونساء ضربن أروع الأمثلة في الوعي والتضحية والفداء!


وأضحى الثبات في شبابنا خلقا أصيلا، وغدت ثقافة الاستشهاد معلما بارزا..


فأضحت الرسالة واضحة..


لسنا في حاجة إلى تنظير أو تبرير؛ فنحن بعد عام أشد اقتناعا بمواقفنا، وأسعد حالا بخيارنا، وأعمق إدراكا بعدالة قضيتنا، ولو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا لاخترنا نفس الطريق.


لم نكن في يوم أشد يقينا بالنصر من يومنا هذا، وإن تحالف الأعداء، وتخاذل بعض الأصدقاء والأقرباء.


حتى لا يكون النصر إلا من الله، ولا يكون التوفيق إلا للمجاهدين، ولا التمكين إلا للأصفياء والصادقين.


"كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.. والله مع الصابرين".


فلم يكن النصر يوما بكثرة العدة والعتاد فحسب، وإنما كان دائما بصفاء النفوس، ونقاء الصفوف، مع استكمال الأسباب واستفراغ الوسع.


وأصبحت الروية كذلك واضحة..

ها هم الأمريكان يجمّعون أنظمة لا تملك إلا الطاعة، ليقودوا حربا على الشعوب والأحرار والمعتقدات والمجاهدين..


وسينفجر بركان الغضب، وستُزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة، وستلقي بهم الشعوب في مزبلة التاريخ..


"سيُهزَمُ الجمعُ ويُوَلّون الدُبُر"

فلن يستمر الطغاة دهرا، ولن يموت العلماء قهرا..ولن تلين لنا قناة، ولامكان للياس في قلوبنا،وسيبقى الحق منتصرا ولا ريب، وستعود الشعوب حرة بلا شك، فالله تعالى لا يُضيع أجر المحسنين، وهو سبحانه لا يُصلح عمل المفسدين، ولا يهدى كيد الخائنين

 

ولتعلمُنَّ نبأه بعد حين .

فأبشروا بالخير وبشروا الناس به، فإنا والله نری النصر رؤيا العين.وكلما زادت العقبات ادركنا أننا أمام ابواب النصر والفتوحات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023