رحبت الولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء التركي، ووزير الخارجية الإيراني بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، حيث وصفها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنها حدث كبير وهام ومرحلة أساسية في معركة العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر البغدادي اتفقا في اتصال هاتفي على أهمية تعامل حكومة بغداد مع جميع طوائف العراق، ومعالجة مظالم الشعب العراقي المشروعة.
وقال البيت الأبيض، إن أوباما اتصل هاتفيا بالعبادي أمس لمناقشة التزام الولايات المتحدة بالعمل مع حكومة بغداد الجديدة؛ لمساعدتها في محاربة من وصفهم بمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار البيان أن رئيس الوزراء العراقي عبر عن التزامه بالعمل مع جميع الطوائف في العراق، فضلًا عن الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز قدرات العراق لمحاربة "هذا العدو المشترك"، على حد وصف البيان.
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي للصحفيين -أمس الإثنين- إن تشكيل حكومة عراقية جديدة لا تقصي أحدًا "حدث هام وكبير" للبلاد في مواجهة تنظيم الدولة، وأضاف أن هذه الحكومة "لديها القدرة على توحيد جميع طوائف العراق من أجل عراق قوي وموحد وإعطاء هذه الطوائف فرصة لبناء مستقبل ينشده العراقيون جميعا".
من جهة أخرى، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وبمنحها الثقة من قبل البرلمان، وطالب بملء الوزارات التي لا تزال شاغرة من دون تأخير.
وقال كي مون -حسبما نقل عنه المتحدث باسمه- إن قرار البرلمان منح الحكومة الجديدة الثقة يشكل خطوة إلى الأمام نحو الاستقرار السياسي والسلام في العراق.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة جميع القادة السياسيين العراقيين بمواصلة التعاون والتوصل من دون تأخير إلى قرار حول تعيين وزيري الدفاع والداخلية.
من جانبه هنأ رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، في اتصال هاتفي، رئيس الوزراء العراقي الجديد "حيدر العبادي"، بحصول حكومته على ثقة البرلمان العراقي.
وقالت مصادر مطلعة في رئاسة الوزراء التركية، لوكالة "الأناضول"، إن "داود أوغلو"، هاتف "العبادي" مساء أمس، فور حصول حكومته على ثقة البرلمان.
وأكد أوغلو خلال المكالمة الهاتفية على وقوف تركيا إلى جانب العراق، والشعب العراقي، وعلى استعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم للحكومة العراقية الجديدة.
كما هنأت وزارة الخارجية الإيرانية، الشعب العراقي على تشكيل حكومته الجديدة مؤكدة على احترام إيران لوحدة وسيادة واستقلال العراق.
وفی تصريح نقلته وكالة الرسمية الإيرانية (إرنا)، قال مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهیان، إن إيران "تدعم قرار مجلس النواب العراقي بمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي والذي يرتكز على الدستور وتدعم تلك الحكومة".
وأوضح مساعد وزير الخارجية أن الشعب والقادة السياسيين والدينيين في العراق قد برهنوا على أنهم "لن يسمحوا لأعداء المنطقة وبقايا نظام صدام (في إشارة إلى الرئيس العراقي صدام حسين) والإرهاب التكفيري بتعريض أمن العراق والمنطقة للخطر".
وكانت حكومة رئيس الوزراء العراقي المكلف قد نالت -مساء الإثنين- ثقة البرلمان أثناء جلسة قدم فيها تشكيلة الحكومة المنقوصة من ثلاث وزارات أساسية. كما عرض العبادي برنامج حكومته، وتعهد بحل الخلافات مع الأكراد، ومحاربة ما سماها قوى الإرهاب في كل البلاد.
وصوت 177 نائبًا حضروا جلسة التصويت لصالح الحكومة التي أدى أعضاؤها المصادق عليهم لاحقا اليمين القانونية. وصوت النواب أيضا على تعيين ثلاثة نواب لرئيس الوزراء، هم هوشيار زيباري وصالح المطلك وبهاء الأعرجي، وثلاثة نواب لرئيس الجمهورية هم نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي.
وكانت جلسة منح الثقة قد انطلقت برئاسة رئيس البرلمان سليم الجبوري وبحضور 182 نائبًا من مجموع 328 نائبًا، وذلك في ظل مقاطعة كتلة "التحالف الكردستاني", وانسحاب كتلة "بدر" (المنضوية في التحالف الوطني الشيعي) بقيادة هادي العامري.
لكن النواب الأكراد عادوا لاحقًا وشاركوا في التصويت إثر موافقة الأحزاب الكردية الخمسة الممثلة في البرلمان على المشاركة في الحكومة الجديدة، كما عاد نواب كتلة "بدر" للمشاركة في جلسة التصويت.
