نقلت قناة روسيا اليوم أراء الصحف والإعلاميين الإسرائيليين الغاضبة من قرار وقف إطلاق النار المتبادل، ورضوخ رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" لشروط المقاومة وفشله في إسقاط حركة حماس واحتلال غزة أو تحجيم قدرتهم الصاروخية.
وبحسب التقرير فقد سخر الكاتب "يوسي فرتر" في مقاله بصحيفة "هآرتس" من نتانياهو وقال: "ليست غزة فقط بحاجة إلى الإعمار وإنما نتانياهو أيضا بحاجة إلى إعمار شخصيته التي بناها خلال سنين بأنه هو من يحارب الإرهاب ويهزمه واليوم سيعمل بجد من أجل إعادة ثقة الجمهور به وهذا لن يكون سهلا".
كما عنونت الصحيفة بأحد مقالاتها بـ"تعادل كئيب" منتقدة تصرف حماس بعد إعلان الهدنة، حيث تقول الكاتبة أميره هاس إن "الناطقين باسم الحركة سارعوا إلى إقناع المواطنين بأن وقف إطلاق النار هو انتصار" وتساءلت "لكن هل يستطيع قادة حماس وفتح أن يتغلبوا على النفور المتبادل ويتفقوا على استراتيجية سياسية مشتركة من أجل نضال شعبي؟"
وانتقدت هآرتس تصرف نتانياهو حين وافق على الهدنة دون عرضها على التصويت من قبل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية وقالت إن "نصف الوزراء عارضوا الاتفاق لكن نتانياهو وافق دون بحثه".
بينما هاجم الكاتب براك ربيد نتانياهو بمقال في هآرتس قال فيه إن "نتانياهو أخذ وهرب. نتانياهو وافق على اتفاق مع حماس وهو من تحدث بقوة ضد حماس وانتهى الصراع. نتانياهو ضعيف وكل ما أراده هو وقف إطلاق النار".
يديعوت أحرنوت: الإسرائيليون اكتشفوا أنه ليس لديهم حكومة
من جانبها لم تكن صحيفة "يديعوت أحرنوت" راضية عن اتفاق الهدنة حيث قال الكاتب ناحوم برنع " بدل أن نفتح الطريق إلى إنهاء التهديد من غزة فتحنا الطريق إلى جولة ثانية في لبنان وغزة، لكن هذا ما صدر عن الحكومة، واكتشفنا بعض الحقائق الجديدة عنها رغم حرية التصرف التي أعطيت للجيش إلا أنه لم يتمكن من إخضاع منظمة إرهابية صغيرة وضعيفة، والحقيقة الثانية أن حربا محدودة لها ثمن والجمهور الإسرائيلي ليس على استعداد لدفعه والحقيقة الثالثة أن الإسرائيليين اكتشفوا أنه ليست لديهم حكومة وإنما من أدار المعركة كان الجيش وفي إسرائيل انتظروا رئيس حكومة يتخذ القرارات ويجري حوارا صادقا مع الجمهور، لكنهم حصلوا على ناطق رسمي جيد جدا ليس أكثر".
وأوردت الصحيفة أحد مقالاتها تحت عنوان "في غزة احتفالات وفي إسرائيل سخروا: تلقوا ضربة قوية جدا ولم يحصلوا على إنجاز يذكر"
معاريف: إسرائيل لن تقبل شروط حماس
أما صحيفة معاريف فقد كان عنوانها الرئيسي مقالا لبن كسبيت الذي قال "تعادل نتانياهو، أعلن أنه لن يوقف الحرب حتى يتم نزع سلاح غزة، هو سينزع سلاح غزة بعد أن يقصف المفاعل النووي الإيراني".
وسلطت الصحيفة الضوء على الغضب الذي أصاب سكان الجنوب ووزراء معارضين للقرار، مؤكدة أن "وقف إطلاق النار بعد خمسين يوما من القتال وفتح المعابر والتفاوض على بناء ميناء ومطار بعد شهر لن تقبله إسرائيل" بحسب مصادر خاصة.
الغضب والإحباط سيدا الموقف السياسي الإسرائيلي
في السياق ذاته تراوحت ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأجل في قطاع غزة بين الشعور بالغضب والإحباط.
فبينما اعتبر البعض الاتفاق "استسلاما للإرهاب" و"نتيجة مُرة" وقف وزير المخابرات والشؤون الاستراتيجية يوفال ديسكين عقب الإعلان عن الاتفاق أمام الصحفيين في القناة الثانية مدافعا عن موقف حكومته، وقال "إنه لم يكن أمامهم سوى أحد خيارين؛ "إما تسوية أو اجتياح مكلف جدا فاخترنا الخيار الأول".
وبينما وصف رئيس بلدية عسقلان إيتمار شيمعوني الاتفاق بأنه "استسلام للإرهاب"، اعتبر المعلق البارز في القناة الإسرائيلية الثانية أمنون أبراموفيتش النتيجة أنها "مُرة" بالنسبة للإسرائيليين.، معتبرا أن الحرب ساهمت في تقوية حركة حماس حيث خرجت "طرفا معترفا به وجسما مهيمنا أكثر بكثير مما كانت عليه قبل الحرب".
أما رئيس المجلس الإقليمي حاييم يالين فأعرب عن فقدان ثقته بالحكومة والجيش الإسرائيليين مثلما لا يثق بحركة حماس، قائلا إن "الفوضى كانت سيدة الموقف في هذه الحرب".