أطلق نشطاء مصريون هاشتاج على الإنترنت بعنوان "جبنا آخرنا" للتعبير عن تضامنهم مع ما أعلن عنه بعض النشطاء الليبراليون ومن أبرزهم علاء عبد الفتاح بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، داخل السجون.
يقوم نشطاء مصريون بتوثيق حالات المعتقلين المضربين عن الطعام من خلال هاشتاج #جبنا_اخرنا، لتسليط الضوء على كيفية الاعتقالات والأوضاع داخل السجون، كما أطلق النشطاء صفحة على موقع فيس بوك تحمل نفس الاسم، فيما أعلنت حركة 6 أبريل عن عزمها لتحويلها إلى حملة ضخمة.
كيف بدأت الحملة؟
وتقول نورهان حفظي زوجة أحمد دومة التي دشنت الهاشتاج على موقع "تويتر" إن الشباب علاء عبد الفتاح وأحمد دومة، وحمادة نوبي، ووائل متولي، وأحمد ماهر، ومحمد عادل اتفقوا علي الدخول في إضراب تام عن الطعام حتي الإفراج عنهم بحيث يبدأه علاء عبد الفتاح ويدخل فيه باقي الشباب بشكل تدريجي ويكون آخرهم أحمد دومة، نظرا لسوء حالته الصحية، رافعين شعار جبنا آخرنا".
وبالرغم من أن معظم النشطاء الذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام كانوا من الذين شاركوا في الانقلاب على الرئيس محمد مرسي إلا أن ذلك لم يشفع لهم لدى الانقلاب العسكري بسبب معارضتهم له.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت غيابيا بالسجن 15 سنة على عبد الفتاح و 24 شخصا آخرين أدينوا بالمشاركة في تظاهرة أمام مجلس الشورى للتعبيرعن رفض محاكمة المدنيين عسكريا خلال فترة تعديل الدستور، كما قررت المحكمة تغريمهم 100 ألف جنيه (15 ألف دولار) ووضعهم تحت مراقبة الشرطة لمدة خمس سنوات.
"التهريج القانوني"
صباح الأحد 17 أغسطس، زار علاء والده، أحمد سيف الإسلام، فى العناية المركزة فى المستشفى بعد أن دخل فى حالة غيبوبة. وتقول أسرة علاء في بيان لها: "كان مشهد أبيه على فراش المرض الغائب عن الوعى نقطة فاصلة بالنسبة لعلاء. وفى نهاية هذه الزيارة قرر عدم تعاونه مع هذا الوضع العبثى الظالم حتى ولو كلفه ذلك حياته، وأخبرنا علاء بقراره هذا خلال زيارتنا التالية لليمان طرة. وقد كان لذلك وقع صعب جدا علينا، وتفهمنا نهاية الأمر شعوره بالغضب والقهر".
وتضيف الأسرة أن علاء دخل السجن للمرة الثالثة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وفى كل مرة تتهمه السلطة بتهمة وهمية جديدة. وقد كلفه ذلك الكثير. لقد حرموه أولا من حضور ولادة ابنه، وأبعدوه عن أسرته، وتسببوا فى تعثر عمله بشركة البرمجيات التى أقامها. ثم حبسوا سناء، أخته الصغيرة، لأنها طالبت فى مسيرة الاتحادية بإطلاق سراحه وسراح كل المعتقلين المظلومين". ولا ُتحمل أسرة علاء ورفاقه ومحبيه، هذا النظام مسؤولية حرمان أحمد سيف الإسلام وليلى سويف من وقوف علاء إلى جانبهما فى هذه اللحظات الأصعب من حياتهما فقط، ولكن نُحَمِّلُ النظام أيضا المسؤولية الكاملة عن سلامة علاء الذى دخل مساء الاثنين 18 أغسطس فى إضراب تام عن الطعام".
وقالت والدة علاء عبد الفتاح الدكتورة ليلى سويف أستاذة الرياضيات بكلية العلوم بجامعة القاهرة: " مطلبنا واضح وهو أن ما يحدث من "تهريج قانوني" لابد أن يتوقف، وأن يتم الإفراج عن المعتقلين بالكامل. إن مطلبنا لا يتجلى فقط في تحسين ظروف حبسهم داخل السجون".
وبالنظر الى الإضرابات عن الطعام تضيف ليلى سويف: "ربما تأتي بنتيجة وربما لا. لكن علاء ليس أول شخص يقوم بالإضراب داخل السجن. فهناك عبدالله الشامي وكذلك كريمة الصيرفي اللذان قاما بالإضراب وتم الإفراج عنهما، غير أن هناك أشخاص آخرون مثل إبراهيم اليماني الذين أضربوا عن الطعام ولم يتم الإفراج عنهم"
وأضافت ليلى سويف: " لو أصبحت هناك حركة إضرابات داخل السجون وتم التضامن من خارج السجون، لعرف الناس ما يحدث من ظلم. للأسف لا يصل الناس إلى الحقيقة بسبب التغطية الفظيعة في الإعلام. الناس فعلا لا يعرفون ما يحدث، فنحن نستقبل طوال الوقت أهالي معتقلين كانوا يؤيدون السيسي، وبعد اعتقال أبنائهم يقولون، لم نكن نتوقع أن يصل الظلم إلى هذا الحد. فالناس في حاجة إلى معرفة الحقيقة لترجمة ذلك إلى غضب وتحرك جماعي".
من جانبه نشر الناشط الحقوقي جمال عيد فيديو يعرض فيه صور الظلم الذي تعرض له علاء عبد الفتاح خلال 4 أنظمة بسبب معارضته لأساليب حكمهم.
حركة 6 أبريل تحول الهاشتاج إلى حملة
ويبدو أن الهاشتاج الذي تم إطلاقه منذ حوالي 4 أيام سيتحول قريبا إلى حملة فعاليات في الشارع، تهدف إلى توعية المواطنين بأهمية موضوع المعتقلين المضربين عن الطعام، حيث يقول محمد كمال المتحدث باسم حركة 6 أبريل لـDW: "سنبدأ حملة اقتصادية في مسيرات احتجاجية في القاهرة الكبرى وعواصم المحافظات في نفس التوقيت مساء اليوم الأحد".
وأوضح كمال أن "هذه الحملة هي في الأصل للتنديد بانقطاع الكهرباء وانقطاع المياه وغلاء الأسعار وسوء الخدمات، وأثناء هذه الفعاليات سنرفع صور الشباب المعتقل، حتى نوصل رسالة للمواطن غير المهتم بالسياسة ونوضح له ضمنيا أن هؤلاء الشباب تم سجنهم من أجلنا. وفي الوقت الذي سندافع فيه عن حقوق المواطن البسيط سنقوم بتعبئة ضد قانون التظاهر حتى يتم الإفراج عن معتقلي الرأي الذين يبلغ عددهم الآن أكثر من 41 ألف معتقل داخل السجون المصرية". وأضاف أن الحملة ستستمر إلى أجل غير مسمى وأنها ستشمل إبداعات جديدة لمخاطبة المواطن بلغته والتواصل معه في القضايا التي يؤمن بها.