أصدرت جمعية أبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا "أورداف"، تقريرًا حول تنافس الدول الكبرى في العالم، لشراء، واستئجار الأراضي في قارة "أفريقيا"، وأوردت الجمعية تقريرها تحت عنوان "أراضي أفريقيا سوق عالمي للبيع، والاستئجار".
وكشف التقرير، الذي نشرته وكالة أنباء "الأناضول"، أنَّ (80%) من سوق بيع الأراضي حول العالم، من حيث المساحة، تتم في القارة السمراء، من قبل عمالقة الاقتصاد في قارتي "آسيا"، و"أوروبا"، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
واستهلت الجمعية تقريرها بالإشارة إلى إخفاء هذه الدول عمليات بيع واستئجار الأراضي، التي "تهدد مستقبل القارة الأفريقية"، مشيرةً إلى الأزمات، والحروب التي تعصف بالقارة، من خلال تسليط وسائل الإعلام العالمية لهذه الدول الضوء على عمليات تنظيم القاعدة في مالي، وحركة الشباب في الصومال، والحرب بين المسيحيين في جنوب السودان، وما تسببت به من عمليات قتل، وتهجير وما تقوم به حركة "بوكو حرام"، في نيجيريا، والتخبط السياسي في ليبيا، ومصر.
وأوضح التقرير أنَّ الدول الكبرى تعيد بطرق حديثة، وعصرية، ما كانت تفعله دول الاستعمار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من سلب الأراضي الخصبة من أيدي سكانها الأصليين، وإعطاءها للقرويين الأوروبيين.
وذكر التقرير أنَّ السنوات الخمس عشرة الأخيرة شهدت شراء، واستئجار الدول الكبرى، لمساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، جنوب الصحراء الكبرى في القارة الأفريقية، كما لفت التقرير إلى أن عددًا قليلاً من الدول الأفريقية، لا تتجاوز مساحة الأراضي، التي أجّرتها، وباعتها أكثر من (10) آلاف هكتار.
وتأتي "إثيوبيا" على رأس دول القارة السمراء، الأكثر بيعًا، وتأجيرًا لأراضيها، تليها السودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والكاميرون، وغينيا، وزامبيا، وكينيا، وتنزانيا، وموزمبيق.
وتوسع تقرير الجمعية في ذكر عمليات شراء واستئجار العملاق الصيني للأراضي الخصبة في "أفريقيا"، والتي بلغت مساحتها ملايين الهكتارات، ومنافستها الشديدة للدول الأخرى، عبر دفعها مبالغة طائلة من أجل الحصول على هذه الأراضي.