صرّح ضابط في سلاح الجو الليبي -مساء أمس الإثنين- بأن الطائرات التي قصفت طرابلس فجر الإثنين، كانت طائرات مصرية.
وأضاف الضابط الذى طلب عدم الكشف عن هويته لموقع "عربي21"، أن بيان رئاسة أركان القوات الليبية الجوية أكد أن الطائرات التي قصفت هي "أجنبية وليست محلية"، ولكنه (أي البيان) لم يذكر أن الطائرات مصرية لاعتبارات سياسية ودبلوماسية.
يذكر أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، كان قد لمح أكثر من مرة إلى احتمال التدخل العسكري في ليبيا، تحت ذريعة محاربة الجماعات "الإرهابية"، فيما طالبت وسائل إعلامية مصرية مقربة من الانقلاب صراحة بتدخل الجيش المصري في ليبيا.
فيما قالت الحكومة الليبية لـ"رويترز"، إن طائرات حربية غير معروفة الهوية قصفت مواقع في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين، وسمع دوي انفجارات فيما قد يمثل تصعيدًا حادًا في القتال المستمر منذ أكثر من شهر بين الفصائل المسلحة.
وقالت عدة قنوات تلفزيونية ليبية، إن طائرات استهدفت مواقع في مصراتة تقاتل ألوية من منطقة الزنتان الغربية للسيطرة على طرابلس، في أسوا أعمال عنف منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.
وكانت رئاسة أركان القوات الجوية في ليبيا قد قالت إن الطائرات الحربية التي نفّذت هجمات جوية على مواقع لمسلحين معارضين لقائد الانقلاب خليفة حفتر في العاصمة طرابلس -فجر الإثنين- هي "طائرات أجنبية وليست محلية"، دون تحديد مصدرها بدقة.
وأضافت رئاسة الأركان، في بيان لها، مساء أمس: "تبين لدينا في هذا القصف استخدام قنابل موجهة، وهذا النوع من القنابل لا يوجد في ليبيا ولا توجد طائرات ليبية قادرة على استخدامه".
واستبعدت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية أن تكون الطائرات قد أقلعت من مطارات المنطقة الشرقية التي وصفتها بأنها "خارج سيطرة رئاسة الأركان الجوية"، مرجعة ذلك لبعد المسافة "كون الطائرات الموجودة في ليبيا لا يمكنها الوصول لمنطقة القصف دون التزود بالوقود في الجو"، بحسب البيان.
وأكدت على عدم إمكانية أن "تكون هذه الطائرات قد أقلعت من المطارات المحلية داخل ليبيا نظرًا لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلا أو لها إمكانية تزويد الطائرات بالوقود".
واستنكرت رئاسة أركان الدفاع الجوي الليبية الهجوم، مطالبة الحكومة الليبية ووزارتي الخارجية والدفاع بالتواصل مع الدول المجاورة التي قد تكون استخدمت أجواؤها في عبور هذه الطائرات التي اعتدت على سيادة الدولة الليبية، وقامت بقصف أهداف على الأراضي الليبية، بحسب البيان.
ومن جانبه، نفى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، طارق متري، مشاركة الأمم المتحدة ودولتي إيطاليا وفرنسا في القصف الجوي على عدد من المواقع في العاصمة الليبية طرابلس فجر اليوم، بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
ونقلت الوكالة عن متري قوله إن "الأمم المتحدة أجرت اتصالات بكل من إيطاليا وفرنسا فور سماع أنباء عن القصف الجوي، ونفت الدولتان مشاركتهما في القصف الجوي".
وبحسب الوكالة الليبية، فإن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد "جدد التأكيد على أن الأمم المتحدة ليست لديها أي نية للتدخل العسكري في ليبيا، وأنها تدين كافة أشكال التصعيد العسكري بالبلاد".
وكان مصدر من قوات "فجر ليبيا" قال لوكالة الأناضول، في وقت سابق اليوم، إن "طائرات حربية مجهولة قصفت فجر اليوم معسكرات في منطقة قصر بن غشير، ومعسكر اليرموك قرب المطار الدولي للعاصمة الليبية طرابلس، تقع تحت سيطرة قوات فجر ليبيا".
وأفادت مصادر طبية بأن "القصف أدى إلى مقتل 4 أشخاص كانوا في المعسكرات"، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل عن هوية الضحايا، وما إذا كانت الغارات أسفرت عن سقوط جرحى.
وقالت الحكومة الليبية المؤقتة، في بيان في وقت سابق اليوم (الإثنين)، إنها لا تملك أي أدلة قاطعة تمكنها من تحديد الجهة التي كانت وراء القصف.
من جهتها، تبنت قوات اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، عصر الإثنين، القصف الجوي لمعسكرات قرب مطار طرابلس الليبي.