احتلت مصر المركز الثالث على مستوى العالم في قائمة أخطر الدول على الصحفيين وفق التقرير الأخير للجنة حماية الصحفيين الدولية، وقد وثق التقرير نسبة كبيرة من الجرائم التي ارتكبتها سلطات الانقلاب في مصر ضد الصحفيين خلال العام الماضي 2013 وكان تعمد قتل أربعة منهم خلال فض مجزرة رابعة العدوية في 14 أغسطس من العام الماضي علاوة على جرح واعتقال العشرات هو السند الذي اعتمد عليه التقرير من بين الذين قتلوا مايك دين البريطاني مصور ومراسل قناة «سكاي نيوز» في الشرق الأوسط وقد تلقى رصاصة من قناص في القلب.
في 9 أغسطس الماضي كتبت أرملة مايك دين الكاتبة دانييلا دياني مقالا في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في ذكري مرور عام على قتل زوجها دون أن يتم أي تحقيق في الأمر شأنه شأن الآلاف الذين قتلوا في رابعة وقد نشرت المقال «مصر العربية» مترجما، وصفت فيه كيف قتل زوجها بدم بارد من قبل قناص من قوات الجيش التي فضت الاعتصام فقالت: زوجي، مايك، كان هدفا سهلا لقناصة الجيش المصري المتواجدين على بعض أسطح العمارات على بعد ميل واحد، فهو ضخم البنيان وأشقر بما يجعله مميزا عن بقية المتظاهرين، وكان متواجدا وسط بحر هائج من المتظاهرين، ويحمل كاميرا تليفزيونية ضخمة.. أعتقد أن قوات الأمن لم يرق لها رؤيته هناك، لذلك قرروا قتله.
مايك مصور صحفي بريطاني معروف حيث تجاوز عمره الستين وشارك في تغطية كثير من الأحداث في مصر والمنطقة كما عمل في محطات تليفزيونية عالمية معروفة مثل محطة ITVالإخبارية وشبكة CNNوكان شأنه شأن كل الصحفيين الذين يحاولون نقل الحقيقة من مواقع الأحداث لأنهم شهود عليها، وكان «مايك كما تقول أرملته البالغ من العمر61 عاما في هذا التوقيت يصور مجموعة من النساء تجمعن بالقرب من المسجد، وبينما كان يلتقط صورة أخيرة، حيث هم الفريق المعاون له بالتحرك ومغادرة المكان، كانت رصاصة القناص أقرب اليه من التحرك فوقع قتيلا».
وأضافت أنه: كان يؤدي وظيفته، تماما مثل ثلاثة صحفيين من شبكة الجزيرة، بما في ذلك مراسل استرالي، الذين يقضون الآن أحكاما بالسجن لمدد طويلة في القاهرة. والصحفيون المصريون الثلاثة الذين قتلوا في ذلك اليوم نفسه، بينهم شابة- حبيبة أحمد عبدالعزيز- تبلغ من العمر 26 عاما».
وتؤكد أرملته أن قوات الجيش والشرطة في مصر لم تعترف أبدا بقتله كما أن التحقيقات الشكلية التي جرت من قبل الطب الشرعي بعد مقتله لم تفض إلى شيء. وقد وصفت دانييلا دياني لحظة معرفتها بمقتل زوجها، عندما اتصلت بها قناة «سكاي نيوز» هاتفيا لتقول لها ان «مايك»، مصور الشرق الأوسط في القناة وشريك حياتها من 35 عاما، قد قتل…وقالت: شعرت بألم لم اشهده من قبل.. ولم اشعر بالنصف الأسفل من جسدي».
وبعد الحادث ببضعة أشهر، كانت معاناتي تزداد، وكنت اتطلع في وجوه الناس في أي حشود أراها أينما ذهبت، وكأني ابحث عنه».
ثم سردت طبيعة عمله خلال السنوات الأخيرة في المنطقة وكيف أنه كان يشعر بمعاناة الناس وقام بتغطية عملية «عمود السحاب» التي قامت بها إسرائيل ضد قطاع غزة في العام 2012 كما أنه ذهب إلى مصر ست مرات خلال العام 2012 لتغطية الأحداث بها.
تعمد قتل مايك برصاصة في القلب وأحمد عاصم مصور الحرية والعدالة برصاصة في الرأس وحبيبة أحمد عبدالعزيز برصاصة في الرأس وأحمد عبدالجواد مصور الأخبار ومصعب الشامي مصور شبكة رصد كذلك برصاصات إما في الرأس أو القلب يؤكد تعمد قتل الشهود على مذبحة رابعة وهذه جريمة مضاعفة تضاف لجرائم الذين ارتكبوا تلك الجريمة الكبرى ضد الإنسانية.
المصدر : الوطن القطرية