لم تمر ذكري فض اعتصام رابعة العدوية والموجة الثورية التي دعي إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب كسابقتها من الموجات الثورية التي دعا إليها التحالف، إذ فقد اختلفت إستراتيجية التحالف في هذه الموجة من حيث أسلوب التظاهرات وفاعليتها.
وقد أتبع التحالف عدد من الاستراتيجيات الجديدة مثل خروج أكثر من تظاهرة في منطقة واحدة في نفس اليوم، لإرباك قوات الانقلاب، وزيادة الزخم الثوري والتغلب علي محاولات ميلشياته لفض التظاهرات.
وعلى مدار اليومين الماضيين، خرجت المسيرات عقب صلاة الفجر (في حدود الساعة 4:50 وفي الصباح الباكر، قبل أن تعاود الخروج بعد الظهر في ثانية، وبعد العصر تارة ثالثة، وفي المساء تارة رابعة، وهو ما بدا وكأنه محاولة لتقليل حجم الخسائر، بسبب الاستهداف المتوقع للمسيرات من قبل قوات الأمن، وإرهاق هذه القوات.
كما أتبع مؤيدي الرئيس مرسي أسلوب أخر في التظاهر وهو "الفراشة" عن طريق مظاهرات محدودة في أكثر من منطقة دون الاشتباك مع الأمن، والتظاهر في أماكن حيوية ومحظور التظاهر فيها بسبب التواجد الأمني الكثيف.
وكان أبرز الظواهر في هذه الموجة الثورية هي "المجهولين" والذين أعتبرهم الكثيرون أبطال هذا اليوم.
ورغم أن المجهولين لا يتبعون التحالف الوطني لدعم الشرعية إلا أنهم كان لهم الدور الأكبر في الزخم الثوري، حيث تنوعت فاعليتهم ما بين قطع الطرق.
وقال خالد سعيد المتحدث باسم "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب": "منهجنا سلمي ونرفض العنف بشتى طرقه، ونضع نصب أعيننا عبارة (سلميتنا أقوى من الرصاص) التي قالها محمد بديع مرشد جماعة الإخوان من أعلى منصة رابعة العدوية” يوم 5 يوليو 2013، إبان الاعتصام.
وتابع: "لم ندعُ إلى حرق أو تخريب منشآت، كما لم ندعُ لقطع طرق، وإنما طالبنا الثوار بسلمية مبدعة ترهق الداخلية دون أن تنجر إلى أي من أنواع العنف".
وحول ما يقصدوه بـ"السلمية المبدعة"، قال سعيد إنها "استراتيجية جديدة في التظاهر تنهك الداخلية وتحمي المتظاهرين من القتل والاعتقال"، ضاربا بمثال "زيادة أعداد الفاعليات على مستوى البلاد، في مقابل تقليل عدد المتظاهرين في كل فاعلية".