استقبل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في قصره بمدينة جدة غربي المملكة، مساء الأحد، قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وعقد الجانبان اجتماعا موسعا، أعقبه اجتماع ثنائي مغلق بين العاهل السعودي والسيسي.
وفي بيان له الإثنين، قال السفير إيهاب بدوي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الجلسة "تم خلالها استعراض مجمل الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها الوضع في غزة وجهود التهدئة التي تبذلها مصر حقناً لدماء المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، في إطار مبادرتها لتحقيق هدنة مستقرة يتم البناء عليها من خلال مفاوضات لاحقة، وبما يتيح استئناف التفاوض حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وبحسب البيان، "تم خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في العراق في ضوء اتساع دائرة الإرهاب في المنطقة وانعكاسات ذلك على الأوضاع العراقية بصفة خاصة والإقليمية بصفة عامة"، كما تم استعراض "الأوضاع في كل من سوريا وليبيا وانعكاساتها على كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأمن القومي العربي".
واتفق الجانبان على "العمل معاً للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك، ونشر قيم الاسلام الصحيحة الوسطية، التي تنبذ العنف والتطرف والارهاب، وبذل الجهود لتصحيح الصورة الذهنية عن الاسلام في العالم، والتي أضحت مرتبطة بالإرهاب والعنف بعد ما طالها من تشويه"، وفق البيان.
من جهتها قالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال اللقاء الموسع "بحث مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية الـمحتلة والجهود المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
كما جرى، وفقا للوكالة، "بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات".
وحضر اللقاء من الجانب السعودي: الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، المستشار والمبعوث الخاص للعاهل السعودي، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني و الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
كما حضره من الجانب الـمصري وزير خارجية الانقلاب سامح حسن شكري، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية هشام حسين الشريف، وسفير مصر لدى المملكة عفيفي عبد الوهاب ومدير مكتب رئيس الجمهورية اللواء عباس مصطفى كامل والمتحدث باسم الرئاسة، إيهاب بدوي.
وكان قائد الانقلاب، قد وصل، مساء الأحد، إلى جدة في زيارة رسمية للمملكة تستمر يومين.
واللقاء بين العاهل السعودي والسيسي هو الثاني بينهما خلال شهرين، بعد اللقاء الذي جمعهما في طائرة العاهل السعودية والذي قوبل باستهجانات وانتقادات واسعة من قبل العديد من قبل سياسيين وإعلاميين، خلال زيارة خاطفة قام بها للقاهرة في 20 يونيو الماضي. حيث عقد مع السيسي لقاءً لمدة 35 دقيقة على متن الطائرة الملكية التي وصلت إلى مطار القاهرة الدولي.
ورأى السيسي، أمس الأول السبت، أن زيارته للسعودية "مهمة وفيها جانب عاطفي يتعلق بالعلاقة القوية وموقف السعودية"، في إشارة إلى حزمة المساعدات التي قدمتها المملكة إلى مصر منذ الانقلاب على الرئيس، محمد مرسي.
والسعودية من أوائل الدول التي دعمت مصر بعد انقلاب قيادة الجيش على مرسي في يوليو 2013، حيث قدمت لمصر مساعدات اقتصادية بلغت حوالي 5 مليارات دولار أمريكي.