في الوقت الذي يشدد فيه الانقلاب العسكري في مصر حصاره علي قطاع غزة، ويحاول بشتى الطرق فرض مبارده انهزامية علي المقاومة الفلسطينية "حماس" ويصفها بالإرهابية، سمح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لعدد من السفن الأمريكية والتابعة للكيان الصهيوني بعبور قناة السويس للوصل إلى سرائيل، وهي محملة بالأسلحة لضرب شعب غزة المحاصر.
وكشفت مصادر بهيئة قناة السويس، لصحيفة اليوم السابع التابعة للانقلاب، عن عبور 6 سفن تابعة للكيان الصهيوني بحمولات 19 ألف طن وهى سفن حربية مقابل 6 سفن بحمولات 21 ألف طن خلال نفس الفترة العام الماضى .
وأكد المصدر، أن السفن عبرت القناة تحت حراسة أمنية مشددة على طول المجرى الملاحي تحسبًا لأي أعمال وصفوها بالإرهابية تستهدف السفن.
واعتبر رئيس حركة "النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، أمس الجمعة، خلال خطبة الجمعة، أن "نجاح المقاومة في غزة حلقة من حلقات صدّ الانقلاب على الربيع العربي".
وأكد أن "حركة الانقلاب التي بدأت في مصر، أُريد لها أن تشمل كامل المنطقة العربية التي عرفت ثورات الربيع العربي واختارت الذهاب الى الديمقراطية، ولكن الحوار الوطني في تونس أفشل هذا السعي إلى وأد الثورات في مرحلة أولى، وكانت الانتخابات التركية الحلقة الثانية من هذا النجاح، في حين يمثل نجاح المقاومة في غزة اليوم الحلقة الثالثة من صدّ الانقلاب على ثورات الربيع العربي".
واضاف الغنوشي أن "العدوان على غزة كان محكّاً امتُحنت فيه الدول والمنظمات والاحزاب والزعامات أيضاً، ولكن عدداً من الدول العربية والاسلامية فُضح أمرها لأنها لم تكن صامتة أو خرساء فقط وإنما تواطأت في الحرب على غزة التي مُوّلت من صناديق عربية".
قال ياسر فتحي – عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب – إن عقيدة قادة الانقلاب العسكري اليوم لا تقوم على حماية حدود الوطن من أعدائه الذين يتربصون به، بل تقوم على مواجهة أهالي المعتقلين، والتواطؤ مع الاستعمار الصهيوني وأطماعه في المنطقة.
وأضاف فتحي – خلال لقائه لفضائية الجزيرة مباشر مصر – أن السلطة الانقلابية هي الاقدر عن التعبير عن سياسات الكيان الصهيوني في بلادهم باقامة مجازر ضد رافضي الحكم العسكري.
وقال ديفيد كيرباتريك مراسل صحيفة نيويورك تايمز إن وضع الحرب الصهيونية على غزة اختلف هذا العام عن باقى الحروب السابقة موضحًا: "قبل عامين تقريبًا عندما هاجمت إسرائيل غزة وجدت نفسها تتعرض للضغط من كل الأطراف والجيران العرب لوقف القتال ولكن هذه المرة لا يحدث ذلك".
وأضاف: "بعد الانقلاب العسكرى على الحكومة الإسلامية فى القاهرة العام الماضى تقود مصر تحالفًا جديدًا من الدول العربية – يضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، هذا التحالف وقف بشكل فعلى مع الكيان الصهيوني ضد حماس، الحركة الإسلامية التى تسيطر على قطاع غزة، وهو ما أسهم فى فشل اللاعبين فى الحرب للتوصل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من 3 أسابيع من الحمام الدموي".
واستشهد "كيرباتريك" بما كتبه ديفيد أرون ميللر، المفاوض السابق والباحث فى معهد ويلسون فى واشنطون "مقت وخوف الدول العربية من الإسلام السياسى تفوق على حساسيتهم تجاه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأضاف "لم أر موقفا مثل هذا، يقبل فيه هذا العدد الكبير من الدول العربية ضمنيًا موت وتدمير غزة وضرب حماس".